الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

أعيدوا التجنيد لأجل الرجولة

من هو الرجل الحق في كل الأزمنة ؟ سؤال يستحق الإجابة ، من منظور المنطق الناتج عن فكر حيث اتسق اتساق ذاتي متسلسل أنه من يلد ذكرا ويكبر شيئا فشيئا ، ويمر بالمراحل العمرية المتتابعة إلى أن يصبح رجلا ناضجا ، ، ومن هو الرجل الناضج ؟ أيضاً سؤال يستحق الإجابة ، هو الذي أخذ إشارات الحياة بعين الاعتبار وتجاربه وتجارب الغير ، إيماناً منه بأننا في الدراسة نتعلم ثم نواجه الامتحانات أما في مدرسة الحياة نمتحن ثم نتعلم ، ومدرسة الحياة هي التي تبني الرجال وهنا تكمن الرجولة ، حيث امتحن وواجه ثم تعلم ، وأيضاً هو من تعلم وعلم وطبق تلك الدروس وعاصر الشدائد والظروف بالوانها وكان نداً لها وهو من رفع لواء الأوطان وشأنها بين المحافل بالعلم واللباقة والأدب دون حيادية عرقية كانت أو مذهبية أو قبلية أو تفاخر بالنسب من باب العنصرية بل لأجل الوطن بفعل رجولته التي آمن بها وبقول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :


           كن ابن من شئت واكتسب أدبا
                             يغنيك محموده عن النسب
          فليس يغني الحسيب نسبته
                           بلا لسان له ولا أدب
        أن الفتى من يقول ها أنا ذا
                         ليس الفتى من يقولوا كان أبي


أما في بلادي التي كانت مهد التجارب والكفاح والتي صنعت رجالا آمنوا بالحزم والجد وبنوا الوطن لبنة لبنة حتى صارت كويت اليوم وهم أجدادنا ، فقد تراجعت الرجولة والدليل على ذلك جيل ( ببي ) و أصحاب الشعر المتكهرب الذي أصابته صاعقة أبت أن تجعله طبيعيا مرتبا بلا تبديل ولا تغير ( ربي كما خلقتني ) ، فقد همش الحزم والجد في أعماق أبناء بلادي إلا من رحم ربي ، لأسباب عدة منها الرخاء والانفتاح بلا رقابة أسرية كانت أو اجتماعية وبرز ذلك في الأماكن العامة والشوارع والمجمعات وكل مناطق الكويت ، مما شوه منظر أبناء هذا الوطن ، لذلك علينا ترميم هذا الجيل والأجيال التي تليه بإعادة قانون التجنيد الإلزامي الذي يصنع مواطن الرجال ويحي بهم الروح القومية والوطنية ويعيد لنا الأمجاد ، ولأن مستقبل كل دولة و ازدهارها قائم على بناء أبنائها بناء محكما ، لذلك اعيدوا لنا اجدادنا بترميم أبناء هذا الوطن وحافظوا على بلادنا بإحياء الرجولة الحقة .

الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

الواقع والخيال و الأمل !

الواقع كل ما هو حاصل ، أما الخيال أوهام تصنعه مخيلة الإنسان ، وما علاقة هؤلاء بالأمل ، للسان حال الواقع يقول : ان الاقصى مسلوب منذ عقود أما الخيال فيقول : أنا في ربوع فلسطين أمشي بحرية ، وأيضاً بالواقع لايعرف موقع الأب و الأم خصوصاً في مجتمعنا الخليجي من اعراب التآلف الأسري أما بالخيال عائلة و لا بالخيال حب تفاهيم تقسيمات مشتركة ، وأيضاً الواقع يحدثني :


          ماكل ما يتمنى المرء يدركه
                          تجرى الرياح بما لا تشتهي السفن


أما الخيال أنا سيدة أو سيد عصري و إذا اردت شيئاً كن فيكون ، والواقع أيضاً يتحفنا بظن غيرنا فينا سوءا وتصديق هذا الظن واتهامنا ظلماً ويثبت هذا علينا أما الخيال عديل روح من أرواحهم هشيشه يقول : أنا أعرف نفسي وليقولوا ما يقولوا ، في هذه النقطة اتفق مع الخيال لأن الواقع خالف مقولة عمر رضي الله عنه (( لا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءا تجد لها في الخير محملا ، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك )) .


وحديثي ليس دعوة للتشاؤم و إنما نافذة أمل لأن الأمل بنظري حياة أثناء الموت ، وبسمة وان كنا في بؤرة الحزن وان لم تكن من القلب ، و إيماناً مني بقوله تعالى : " ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم " التغابن 11 ، و لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل الطيب وينهى عن الطيرة ، فإيماننا بالأمور الإيجابية يعزز وجود الأمور الإيجابية في حياتنا ، لذلك تفاءلوا بالخير تجدوه .

الأحد، 19 سبتمبر 2010

ارحم من في الأرض

بداية الكلام ياسادة ياكرام احترام وتقدير للأستاذ والداعية الشاب أحمد الشقيري مقدم سلسلة خواطر ، الذي ألهمني فكرة كتابة مقالي عندما رأيت حلقة له من برنامج خواطر5 المعروض في السنة الفائتة باليابان على الكمبيوتر ، والذي يبين الفروق ما بين اليابان وكوكبنا الآخر كما يقول مما رسم على محياي بسمة ومما بعث في نفسي الحسرة بآن واحد لحال أمتنا وشتان بين الاثنين فروق ما بين السماء والأرض على كل حال ، فقد تخلل تلك الحلقة أن عامل محطة البانزين في أحد بلدان الوطن العربي و يغلب الظن واحدة من دول الخليج يعمل لمدة 12 ساعة يومياً وبدون إجازة ولا جزاء ولا شكورا ، والمهم تذكرت حال من لاحول لهم ولاقوة بيننا من عمالة منزلية وحولنا من عمال نظافة وغيرهم وغيرهم .


تعالوا معي نتأمل قوله تعالى : " نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون " الزخرف الآية 32 ،عندما قرأت الآية الكريمة صعب علي فهمها وعلامات الاستفهام كثرت في رأسي مما دفعني للبحث ومعرفة تفسيرها وظفرت بمطلبي ولله الحمد ، والخلاصة ما حكمة الله عزوجل من هذه الآية الكريمة ؟ وما يريد أن يبين لنا ؟ جاء في تفسير ابن كثير أن الله عزوجل فاوت بين خلقه فيما أعطاهم من الأموال والأرزاق و العقول والفهوم وغير ذلك من القوى الظاهرة والباطنة ، وجاء في تفسير " ليتخذ بعضهم بعضا سخريا " قيل معناه ليسخر بعضهم لبعض في الأعمال لاحتياج هذا إلى هذا، وخلاصة الآية الكريمة يااخوان أن الله عزوجل قسم الأرزاق والمهام البشرية ليتكاملوا جميعاً ولا يحتقر بعضهم بعضا ولايتكبروا ولاينقص احدهم من قيمة ممن هم بين أيديهم من خدم أو من لا أمر لهم عليهم كعمال النظافة في الشوارع وغيرهم ولايتعالوا عليهم والتكبر والتعالي يحرمان الفرد من سلعة الله الغالية ( الجنة ) استنادا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ...)) رواه مسلم ، والذرة شيء لا يرى بالعين المجردة وهذا دليل على سماحة ديننا في كيفية التعامل مع الغير بكل تواضع وهكذا ظهرت الصورة جلية .


ولننتقل إلى حقيقة أخرى كلنا نعلم بأننا أبناء من سجدت له الملائكة بأمر الله ( أبونا آدم ) عليه السلام وذلك تكريم لآدم و تعظيم قدرة الله بقدرته على خلق آدم وتسويته ونفخ الروح فيه ، بإختلاف ألواننا و جنسياتنا ومناصبنا ، وهذه الصورة تبين أن الناس مهما تفاوتوا فإن لديهم كرامة خصها الله عزوجل لهم ، ونأتي نحن بكل بساطة ونغير السنن والمفاهيم ونعامل الضعفاء ومن هم في يدنا على حسب هوانا ونفسنا الامارة بالسوء ونتجاهل التشريعات الربانية والتعاليم النبوية الشريفة التي بينت لنا حقوق الإنسان قبل اصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة الاعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948 م بأكثر من 1430 سنة ، فخذ هذا التعليم من المصطفى الكريم فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ان اخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان اخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ، ولاتكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم )) متفق عليه ، و إليك هذا فعن أنس رضي الله عنه قال : (( فخدمته ( الرسول صلى الله عليه وسلم ) في السفر والحضر ما قال لي لشيء صنعته لما صنعت هذا هكذا ، ولا شيء لم أصنعه لم تصنع هذا هكذا )) رواه البخاري ، وغير هذه التعاليم الكثير والكثير ، وياأحبتي في الله لايوجد إنسان على وجه الأرض يقبل بأن يكون خادماً أو عامل نظافة أو أن يمتهن مهنة فيها تذلل وانكسار إلا لحاجة قسوة ولولا تلك الحاجة ما تركوا أوطانهم وذويهم ، لذلك علينا أن نتبع سياسة خير البرية صلى الله عليه وسلم في التعامل معهم هذا شيء ، والشيء الآخر علينا أن نعاملهم بخلق الإسلام على الله يهدي منهم الضال .

السبت، 31 يوليو 2010

المظهر والجوهر

المظهر مرآة الإنسان ويعكس خبايا البواطن عند أغلب الناس والجوهر صنو الباطن ان لم يكن أساسه ، وهذه النظرية كانت السائدة عند أهل العقل ، أما الآن فقد انقلبت الموازين والمقاييس فأصبح كل شيء نسبياً ويقاس بالشكل والهيئة وليس للجوهر حيز  في  مداركنا العقلية والفكرية ، وبذلك خالفنا حديث من لم ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى " ان الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم ( وأعمالكم ) " رواه مسلم ، فالله جل جلاله وهو العظيم ينظر إلى جوهرنا ويقيسنا على حسب صدق قلوبنا و أعمالنا لأنه العادل والمقسط ، ونحن من أصلنا التراب نقيس بالنظر والهيئة ونحكم على الناس من ذالك وهكذا يقع الظلم .


ولكن المبالغة في الكماليات و الاهتمام بالأشياء الثانوية والحكم على الغير من الظاهر ظلم وخيم له أضرار وينتج عنه عقبات ، والظاهر ماهو إلا شيء مادي ملموس يقل جماله مع مرور الوقت بينما الباطن ( الجوهر ) شيء روحاني معنوي يزيد جماله إذا وجد التقوى والخلق مع مرور الزمن ، أما زمننا كل شيء يقاس بالهيئة ، فعن سهل بن سعد الساعدي قال : مر رجل على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال النبي : ما تقولون في هذا ؟ قالوا :رأيك نقول : والله يارسول الله هذا من أشراف الناس هذا حري ان خطب ان يخطب ، وان شفع ان يشفع ، وان قال ان يسمع لقوله ، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ومر رجل آخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما تقولون في هذا ؟ قالوا : نقول : والله يارسول الله هذا من فقراء المسلمين هذا حري ان خطب لم ينكح ، وان شفع لايشفع وان قال لا يسمع لقوله ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لهذا خير من ملء الأرض من مثل هذا ) أخرجه البخاري وابن ماجه ، وبذلك بين لنا المصطفى الكريم ان الجوهر هو الأصل مهما تعددت ظواهر المظهر وزانت وبلغت درجة كبيرة من الجمال فالجمال الباطن يزيد الجمال الظاهر اذا ما وجد ، والجمال أنواع منه ما كان لله و أعان على طاعة الله ومنه المذموم ما كان للدنيا والرياسة والفخر والشهوات .

الأحد، 6 يونيو 2010

بلا معنى

جالت الأيام حتى وصلنا إلى القرن الواحد والعشرين ،والقرن الذي قبله أي العشرين كان أبو الانفتاحات العلمية والاستكشافات حيث تبينت حقيقة الكون ونشأته التي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم المنزل على خير البشرية صلى الله عليه وسلم من قبل أكثر من 1430 سنة في إيجاز حيث قال تعالى : " أولم ير الذين كفروا ان السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شىء حي أفلا يؤمنون " ( الآية 30 من سورة الأنبياء ) ، صحيح تأخر العلماء إلى ان توصلوا لهذه الحقيقة ولكن ولله الحمد ظهرت بفضل نظرية الانفجار الاعظم Big Bang التي وضعها الفلكي البلجكي ( ادوارد لاميتير ) والذي عدل عليها الفيزيائي الأمريكي ( جورج جامو ) و أعلن عنها رسمياً عام 1936 م .


وغير الاستكشافات الفلكية شهد العلم تطوراً في كل الجوانب مثل الاقتصادية حيث ظهرت تكنيكات وسياسات اقتصادية جعلت المهتم يستغل هذا التطور ليرتزق ،
وتطور أدبي والدليل على ذلك كثرة المؤلفين والكتب والمكتبات والاتجاهات الأدبية والكثير ، أي لم يعد لشباب المسلم عذر حتى يشغل تفكيره بالمواضيع الواهية ويبذل قوله بكل ما هو سخيف فهذا التطور والاستكشافات المتوالية والاتجاهات الأدبية والمعرفية تدعو الفرد منا إلى البحث والتفكير والتحدث عن كل ما هو مستكشف وجديد لا عن اضاعة الوقت في الكلام الذي لايرجى منه نفع ، فقد اذهلني سخف حديث اغلب شباب وبنات المسلمين من فن هابط وموضه ومساحيق تجميل وفساتين على مدار 24 ساعة بلا كلل ولا ملل مما بعث في النفس اليأس على حال الأمة فحديث المرء يبين علمه و أدبه فقد قال الشاعر :


لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
                    فلم يبق إلا صورة اللحم والدم


وأنا رأيت ذلك بأم عيني وسمعته للأسف وكل هذا محسوب من العمر والوقت فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( اغتنم خمسا قبل خمس : حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك ، وشبابك قبل هرمك ، وغناك قبل فقرك )) حديث صحيح وقال تعالى : " ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون " (الحشر : 18 ) ، فقد بات المسلمون فيما مضى على نهضة وتطور وتقدم من بداية البعثة النبوية إلى نهاية اواخر القرون الوسطى مع انهم أمة كانت تفتقر لكل الوسائل والتقنيات ومع ذلك كانت ارقى الامم لانها تراقب الله في جميع تصرفاتها وحديثها ، وقد اصبحوا اليوم في تراجع وانكماش وسخف وهرج ومرج بلا معنى لذلك اعيدوا حساباتكم .

الثلاثاء، 11 مايو 2010

المغالاة في أصل السماحة

الإسلام الدين المشحون حتى نهاية العالم بالسماحة بل هو أصل ومنهل السماحة في أي زمان ومكان ، فاسمه يدل عليه ومن جوده على الأخلاق بالفضائل عجز اللسان والقلب والفكر عن تعابير حبه ، هذا هو ديني ( دين أحيا ويحيا غيري ) دين الوسطية واللامغالاة فقد قال صلى الله عليه وسلم ( إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ...) رواه البخاري (39) ومسلم 2816.




والوسطية هي النهج القائم في تشريعات هذا الدين الحنيف والمغالاة في لب الوسطية جهل ، وكما قال السابقون ( كل شيء فاض عن الحد انقلب إلى الضد) والمتدين المعسور المنغلق والجاد بمجرد أن أناب إلى الله تعالى وفتح باب التدين  اغلق باب الدنيا والمعاملة الحسنة  واصبح أنفه يناطح الغمام ونظره لا يكاد يصل الأرض و كأنه رسول الفضيلة ومبعوث الأخلاق لإصلاح العباد .


قال تعالى : " إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين " من سورة القصص الآية 56 ، فالدين قبل كل شيء معاملة لا هداية وانغلاق ولكن المتدين المعسور بفعل نفسه عرف طريق الله تعالى وتوجه إليه خطأ وانغلق وعسر الحياة عليه وعلى أهل داره وارجعهم إلى بداية العهد الإسلامي أي تدين وخرج و اخرج أهله من زمانهم و أرجعهم إلى الوراء ألا يعلم هذا أن من سماحة ديننا أنه يتماشى مع كل زمان ومكان ، ووالله وتاالله لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم عاش في عصرنا لكان استخدم الإنترنت والتلفاز وكل أنواع التكنولوجيا التي تعود على الإنسان بالفائدة والنفع ولكن في حدود الله .


لذلك قال تعالى في محكم آياته " وكذلك جعلناكم أمة وسطا " سورة البقرة الآية 143 ، وقال تعالى " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " سورة النحل 125 ، وقوله هو الحق ودينه هو الحق .

الأحد، 18 أبريل 2010

وباء مجتمعنا

الطلاق وباء في مجتمعنا الكويتي وليس له لقاح إلا الوعي التام قبل مراسم الزواج ، اذ تعد معدلات الطلاق في الكويت من الاعلى عالميا حيث بلغت نسبتها حسب الاحصائيات الرسمية 40 % فضلا عن ان الكويت تحتل المركز الاول خليجيا وكل يوم النسبة في تزايد ، قال صلى الله عليه وسلم " ان أبغض الحلال عند الله الطلاق " .


الكويت تعد من اوائل الدول الاسلامية حيث دخلها في عهد الخلفاء الراشدين ، اي انها تشبعت من نواميس وتشريعات الدين االسمح ، الذي يدعو إلى البناء في كل الجوانب الحياتية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها ، والاسلام اشاد واكد على تقديس بناء الاسرة ورابطة الزواج لان ثمرات الزواج حياة كريمة وابناء مسلمين معمرين الدنيا ومحيين الدين .


ولكن ما نراه في مجتمعنا معاكساً تماماً ، حيث لا تخلو عائلة واسرة في الكويت من حالة او أكثر من حالات الطلاق ، ويرجع ذلك لاسباب عديدة ابرزها الزواج المبكر للطرفين أي تكون اعمار المتزوجين اقل من 22 عاماً ، او اجبار الاهل لأحد الطرفين على الزواج ويكون ليس على قدر كاف من تحمل المسؤولية مما ينتج عنه زعزعة للحياة الزوجية ومن اسبابه ايضاً تدني المستوى الديني والعلمي الذي يقلل من شأن هذا الرابط المقدس الذي احله الله تعالى للامن والامان والسكينة .


لذلك علينا الاخذ بعين الاعتبار ان الاسرة اساس كل المجتمعات ولا يرقى مجتمع ويزدهر إلا من البداية الصحيحة في تكوين الاسرة ، بحيث يكون الزوجان على قدر من النضج وتحمل المسؤولية وذوا وازع ديني وخلفية ثقافية علمية .