الثلاثاء، 11 مايو 2010

المغالاة في أصل السماحة

الإسلام الدين المشحون حتى نهاية العالم بالسماحة بل هو أصل ومنهل السماحة في أي زمان ومكان ، فاسمه يدل عليه ومن جوده على الأخلاق بالفضائل عجز اللسان والقلب والفكر عن تعابير حبه ، هذا هو ديني ( دين أحيا ويحيا غيري ) دين الوسطية واللامغالاة فقد قال صلى الله عليه وسلم ( إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ...) رواه البخاري (39) ومسلم 2816.




والوسطية هي النهج القائم في تشريعات هذا الدين الحنيف والمغالاة في لب الوسطية جهل ، وكما قال السابقون ( كل شيء فاض عن الحد انقلب إلى الضد) والمتدين المعسور المنغلق والجاد بمجرد أن أناب إلى الله تعالى وفتح باب التدين  اغلق باب الدنيا والمعاملة الحسنة  واصبح أنفه يناطح الغمام ونظره لا يكاد يصل الأرض و كأنه رسول الفضيلة ومبعوث الأخلاق لإصلاح العباد .


قال تعالى : " إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين " من سورة القصص الآية 56 ، فالدين قبل كل شيء معاملة لا هداية وانغلاق ولكن المتدين المعسور بفعل نفسه عرف طريق الله تعالى وتوجه إليه خطأ وانغلق وعسر الحياة عليه وعلى أهل داره وارجعهم إلى بداية العهد الإسلامي أي تدين وخرج و اخرج أهله من زمانهم و أرجعهم إلى الوراء ألا يعلم هذا أن من سماحة ديننا أنه يتماشى مع كل زمان ومكان ، ووالله وتاالله لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم عاش في عصرنا لكان استخدم الإنترنت والتلفاز وكل أنواع التكنولوجيا التي تعود على الإنسان بالفائدة والنفع ولكن في حدود الله .


لذلك قال تعالى في محكم آياته " وكذلك جعلناكم أمة وسطا " سورة البقرة الآية 143 ، وقال تعالى " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " سورة النحل 125 ، وقوله هو الحق ودينه هو الحق .