السبت، 26 فبراير 2011

" تحسبهم جميعاً و قلوبهم شتى "

في بيت واحد في مكان واحد مشاركة في كل شيء ، هذه هي الأسرة التقليدية ، والأسرة التقليدية شيء والتي تجذر بها التآلف شيء آخر ، والفارق كبير جداً فما وجه التشابه و الإختلاف بين الأسرة التقليدية التي تمارس الطقوس التي تمارسها كل أسرة بالعالم بتفاوت انتمائهم ، و أسرة تمارس تلك الطقوس مع تآلف و تآزر .


الأولى : أوجبت عليها العادات والتقاليد و الأعراف تلك الطقوس ، من باب نحن نحيا بمجتمع ويجب أن نسايره بكل خطوة حتى لا نكون شواذ ومن باب المحاكاة والتقليد ، وإن كان جل اهتمام الأسرة من الخارج أب و أم و أبناء يأكلون سويا ويخرجون أحياناً مع بعض يتحاورون ولكن طبعاً في اغلب الحوارات مشاحنات ، الكل فيهم له خصوصية عميقة سواء الأبوان أو الأبناء ولا يجوز وليس طبيعياً ومن التخلف أن يتدخل فرد منهم بتلك الخصوصية ولو بجزء بسيط ، وهؤلاء ينطبق عليهم العنوان المقتبس من القرآن الكريم الآية 14 من سورة الحشر " وتحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى " صحيح أن الله عزوجل كان يقصد المنافقين والمخادعين الذين تراكوا نصرة المؤمنين وصادقوا اليهود وحالفوهم على حرب المسلمين ، ولكن هذا القرآن العظيم صالح لكل زمان ومكان وكل آياته تنطبق على واقعنا والمستقبل .


أما الثانية : أوجبت عليها العادات والتقاليد و الأعراف والدين تلك الطقوس ، حيث تخللها تآلف و تآزر و ود لكل فرد فيها دون مقابل بل لأجل الصلة المقدسة الكائنه بين أفرادها ، والمحي الوحيد الذي أحيا هذه المشاعر الدافئة هو هذا الدين الذي هو عقل أين ما كان ومنطق حيث ما توجه وعقلانية في كل المواضع ، ولا أقول إلا لك الحمد ربي بأنك أنت ربي ولك الحمد ربي بان الإسلام ديني ، حيث ان كل تشريعاته تحث على الصلة والتواصل والحب والرحمة وجعل العقوق من الكبائر وقال صلى الله عليه وسلم (( لا يدخل الجنة قاطع رحم )) وقال عليه السلام (( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويعرف حق كبيرنا )) وهذا هو العقل بذاته .