السبت، 24 سبتمبر 2011

الطاووس

الطاووس نوع من أنواع الطيور كثيراً ما يشبهون الإنسان المغرور به ولا اعلم السر ربما لأنه يفرد مازانه الله تعالى به ويمشي متمخترا و كأنه يعرض ذاك الجمال الرباني ، وليست قضيتي هل الطاووس مغرور أم لا فالمنطق يقتضي أن نؤمن بأنه كائن غير عاقل لا يفقه تلك الصفه الذميمة التي غالباً ما تتواجد بنا نحن بني البشر من كلا الجنسين صغيرنا وكبيرنا فقيرنا وغنينا عالمنا وجاهلنا ولم يسلم منها إلا من رحم ربي اسأل الله تعالى أن نكون منهم ، فالغرور والكبر والخيلاء والكبرياء الفائض عن الحد الطبيعي كلها مرادفات لمعنى واحد وهو الكبر أي تضخيم الأنا وستصغار النحن أو مرآة تعكس صورتنا بطريقة غير معتادة تجردنا أثناء ذاك الانعكاس من الضمير الذي هو معنوي وتظهر لنا الشكل بصورة جميلة فوق العادة أي تضخم ما هو مادي ، و للكبر مصطلحات وتعريفات كثيرة علمية ونفسية ولكن أتيت بما استخلصه قلمي ، ومن بشاعة وذمامة تلك الصفة أنها تجردنا من انسانيتنا لأجل الذات وتحرم علينا الإيثار وتجعلنا من أصحاب الأثره لأجل ابراز وجودنا واظهاره شاء العالم ام ابى ذاك الوجود والأمثلة كثيرة على ذلك ... وقد قيل : لا يتكبر إلا كل وضيع ولا يتواضع إلا كل رفيع وقال صلى الله عليه وسلم (( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثال ذرة من كبر ...)) والذرة هي شيء من صغره ودقة حجمه لا يرى بالعين المجردة .

فيالا بشاعة تلك الصفة التي تنسينا انسانيتنا وتأخذنا إلى عوالم مجهولة قد تهوي بنا إلى أسفل السافلين ، جميل أن نثق بأنفسنا و قدرتنا ونعلم مالنا وما علينا لكن القبيح أن تفيض تلك الثقة لدرجة الكبر ونتدخل بكل ما نعلم وما لا نعلم من باب الغرور واظهار و ابراز الأنا ، وقد قيل : عجبت لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبر ،  و آخر كلامي حديث ودعاء قرأته قبل مدة قريبة فأعجبني و أردت أن انقله لكم قال صلى الله عليه وسلم (( اللهم ألهمني رشدي و أعذني من شر نفسي )) .

الأحد، 18 سبتمبر 2011

شجرة التوت ... والبعض

لشجرة التوت معي قصة عندما كنت في السابعة أو الثامنة لا اذكر بالضبط العمر ، ولكن اذكر ذاك الحدث عندما كنا في احدى قرى جنوب سورية التي تربطني بها ذكريات وصديقات عشت بها أيام طفولية صيفية جميلة ونسجت بذاكرتي ذكريات و أحداث كثيرة ، ومن تلك المواقف والأحداث الموقف الذي اسميته شجرة التوت والهبوط كنت صغيرة عندما ذهبت لبيت الجيران كعادتي اليومية بيت قروي متواضع امام بيتنا يتكون من طابق واحد مكتظ بالبنات ، وفي آخره كان هناك درج يقودنا إلى السطح الذي اعتدنا أن نجلس به نستمتع بالهواء الذي يأسر القلب ونتأمل القرية وبيوتها و نأكل من عريش العنب الممتد من أرض المنزل ، و أثناء صعودنا لسطح في منتصف الطريق كانت متواجدة شجرة توت للبيت الذي خلفهم تطل بأفنانها على بيتهم مثمرة تلك الشجرة شهي ثمرها وبحكم طفولتنا و شقاوتنا التي يغلب عليها اللاعقل على العقل كنا نأخذ من ذاك التوت و ذات مره اشتهيت توتة متدليه من فنن بعيد لا اقدر أن اصل إليه حاولت مرات ومرات لكي أجره نحوي لكن بلا جدوى ، وفي آخر محاولاتي و أنا ماده يديّ وكل جسدي سقط من أعلى الشجرة إلى أسفلها ووجد نفسي في بيت المجني عليهم خائفة من فعلتي الشنيعة والذميمة فنهضت بحركة سريعة متجه نحو بيتنا تارة أهرول وتارة أجري وتارة أعرج حتى وصلت ولا اذكر للأمانة بعدها ما حصل .


وتذكرت هذا الموقف بعد مرور سنوات عليه وربط بينه وبين البعض في عصرنا الحالي وحتى تكونوا على بينة ليست علاقتي وطيدة في سماء السياسة وليس لي صولات ولا جولات ، ولكن شفافية التعبير هي المحرك وإيماناً مني بأن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، فقلت في نفسي ياترى هؤلاء البعض ممن هم في فكري كم مرة يجب أن يسقطوا من شجرة التوت حتى يدركوا شنع فعائلهم أو شجرة التوت شيئاً رقيقاً على جبروتهم ربما يجب أن يسقطوا من قمة افرست مثلاً التي هي بحجم ظلمهم الآف المرات ، فمنهم من سود الله وجهه قبل نهايته ومازال متشبثا بالحكم ، ومنهم من عرف عنه أنه مصاص دماء لا يفرق بين صغير أو كبير وايضاً لا زال متشبث بالحكم ، ومنهم من أشتهر بالأقوال المضروبة ونعت شعبه بأصحاب الرؤوس المقملة !! ومع ذالك ما زال متشبثا بالحكم ، وهذا العجب العجاب !! و كأن الشعب عبيد والأرض ملكية خاصة أو كأن سياسة التفويض الالهي تعود من جديد ، لكن لا إلى أوروبا بل بأرض أعزهم الله بالإسلام ! .