الأحد، 30 أكتوبر 2011

الاستبداد أساس كل فساد

الاستبداد أساس كل فساد ، ما أعمق أغوار و أصدق تلك المقولة وما أنبل فكر وتوجه قائلها عبدالرحمن الكواكبي رحمه الله ، فعلاً هي خير ما  نسقطه على الواقع الأليم الذي نحياه في بعض الأقطار العربية مما ساهم في توليد ثورات متتابعة ومتعاقبة فقد أنّت تلك الشعوب من الظلم وبلغ السيل الزبى في نفوسهم ، فما أصعب أن يكون الفرد مظلوماً ومستباحة بعض أو كل حقوقه وهو في قعر داره وما أقسى عدمية تواجد وجوده وهو في وطنه ! ما غرس في نفوسهم أن بلدانهم عامل طرد لهم و أن الإنسانية وحقوقها ضائعة في أوطانهم فتوجهوا بوجوههم وطاقاتهم وكفاءاتهم شطر البلدان التي ترفع شعارات الإنسانية وتدعو لها وفعلاً الموضوع يتعدى الشعارات فهو واقع مطبق و الإنسانية هناك متواجدة حتى في السجون ! فهم يعاملون السجناء من مبدأ كل بني آدم خطاء وحبسهم وسجنهم عبارة عن اعادة تأهيل الذات من جديد واحترام الحقوق المجتمعية وادراك الحقوق الفردية و تعزيز المبادئ الإنسانية التي ربما افتقدها بسبب ظروفة الإجتماعية سواء تفكك أسري أو عدمية  تواجد قدوة أو أو ... فهناك والله تكمن أخلاق الإسلام وهم غير مسلمين و في بعض أقطار المشرق العربي يتواجد الظلم والاستبداد وهم مسلمون ! وهذه المقولة ليست حصراً على الواقع السياسي الذي نحياه و لكن هي فعلاً حقيقة ، فتواجد الظلم و الاستبداد هو أصل كل فساد حتى على الصعيد الشخصي فظلم الإنسان لنفسه يسلكه طرق الفساد و الظلم الأسري مسلك للانحراف والظلم الحاصل في المؤسسات و الوزارات ورواج فيتامين (( واو )) الواسطة ساهم في نشر الفساد و الأحداث الأخيرة هي أكبر دليل هنا في بلادي ووو... فلما نهوي بأنفسنا نحو التهلكة مادمنا قادرين أن نحيا بنقيض الاستبداد والظلم ؟ .

الخميس، 27 أكتوبر 2011

التفاخر بالأنساب منذ الابتدائية !

بالحياة هناك محطات و احداث و مواقف وتصرافات و أفعال صادرة ممن هم حولنا تستدعي الكثير من التساؤلات بمراحل أعمارنا المختلفة تصرفات احياناً تكون غريبة و احياناً تكون جنونية و تارة تكون واقعية و من ثم تصبح لا انسانية وبعد حين تصبح هستيرية و بعد قليل تصير عقلانية وهكذا ، مواقف و أفعال صادرة انغرست في ذاكرتي و أقسمت أن تكون ذكريات معي و أن كنت لا أحبذها ولا أحبذ المبدأ القائمة عليه ، ومن تلك الذكريات العفنه سياسة التفاخر بالأنساب بطريقة تستدعي الاشمئزاز و المتجذرة أو التي جذرت في أعماق الأبناء و صارت جزءاً لا يتجزأ من شخصيتهم فلا ولن انسى نظام الأحزاب والجمعات عندما كنت بالمرحلة الابتدائية أو ما أقصد به التجمعات والصداقات القائمة على أساس أن هذه البنت تنتمي لنفس قبيلتي أو عائلتي أو اشترك معها بالكرامات العائلية و لن انسى ايضاً النضرة الدونية الصادرة من بعضهن لبعض و تحقير من هي لا تنتمي لنفس تيار العائلة وهذا كله بفعل الآباء والمربين من غرسوا بهم روح الأنانية و التعالي وحصر الأفضلية لذات ولنسب الكريم فقط ! وكبرت أمهات المستقبل وكبرت معهن تلك السمات الذميمة !! و غرسنها من جديد في أبنائهن و يعيد المنوال نفسه  و روح العنصرية تطغى من جديد على الأجيال القادمة وبالعامية (( لا طبنا ولا غدا الشر )) أي النزاع و التفرقة باقية شئنا أم ابينا رضينا ام عصينا ، فما أجمل أن نفتخر بأجدادنا و انتماءاتنا لكن بعقلانية وما أقبح أن نجعل مقياس الأفضلية لابن العائلة الفلانية أو القبيلة الفلانية  ، ووالله أن هذه السياسة المتبعة أحدثت مظالم كثيرة في شتى المجالات وكل الأصعدة لذلك علينا أن نعيد النظر ونحيا بلغة العقل لا الأصل ، و أجمل ما يعبر عن ما يلوج ويموج في خاطري هذه الأبيات للأمام على بن أبي طالب كرم الله وجهه :

أيها الفاخر جهلاً بالنسب
انما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة
ام حديد ام نحاس ام ذهب
بل تراهم خلقوا من طينة
هل سوى لحم وعظم وعصب
انما الفخر لعقل ثابت
وحياء وعفاف و أدب



الخميس، 6 أكتوبر 2011

ادفع ..تنفع

كنت خلف نافذة الغرفة بيني وبين الشجر زجاج تلك النافذة العريضة التي تظهر الصورة بوضوح وكنت أراقب كيف يداعب الهواء أفنانها و أوراقها فتذكرت ذاك الشجر عندما كان شجيرات صغيرة ورأيت كيف هكذا نما وكبر واصبح يجاوزني بطول وتذكرت ايضاً عندما غرس وكان من الاساس لا شيء ليس إلا مجرد بذرة و الأيام مع الماء هي الكفيلة باظهار صورته الحاليه ، كما الإنسان نطفة من ماء مهين ومع الأيام أصبح هي وهو و أنا و أنت و أنتم لكن الفرق بيننا وبين الشجر أننا نعقل ونحلم ونحب ونطمح و نتأمل ونفكر ونسعى و نجتهد ونبني وو..لكن كل هذا مع جهدنا وبذلنا فلا ولن نبلغ القمم ونكبر ونحن في أماكننا ثابتين نولد ونحن في مكاننا ونكبر ونحن كذلك ونشب في نفس المكان ونكهل ومازلنا صامدين !! وترتسم خطوط الزمن و خرائطه على وجوهنا وجسدنا ونحن قابعون ولا أعمم لكن أقصد الفئة المتخلفة في الاقدام والطموح المقتنعة قناعة تامة بأن الواقع لن يتغير و أن تغيرنا الفئة التي دائماً اسميها رسل الفشل والسلبيات و الاحباط الناظرة إلى الدنيا الواسعة والكون الرحب من منظور ضيق جداً تحصره في يومها !! و كأن الغد ظلام دامس حرام علينا نحلم فيه ونطمح به بحجة ان الغد بعلم الغيب عش يومك فقد وربما نموت اثناء سعينا اليه وهذه كلها ادعاءات مع احترامي للفشله رسل السلبيات ومندوبي الهم فقد قال صلى الله عليه وسلم (( ان قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل )) وقال عليه السلام (( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا )) فما أكثر المعسرين والمنفرين في هذا الزمن سواء كانوا مقربين أم بعيدين فكلهم يمدون النفس بشحنات سوداء تأبى أن تحيا وسط النور تستظل تحت خيمة الاحباط واللا استطيع ولن استطيع خيمة حشوها الهم والغم و الأرق والخوف تخرجنا منها بشهادة الفشل الدائم مع مرتبة الشرف ، لكن العظماء ومن تركوا بصمة في هذه الحياة حرموا على أنفسهم الإنصات لمثل هؤلاء ومن أمثلتهم الشيخ الكهل ذو ال63 عاماً صاحب أشهر سلسلة مطاعم بالعالم السيد كنتاكي الذي جاب الولايات الأمريكية مطعماً مطعم ليعرض خلطته السرية علّ وعسى ان يقبلوا بها وبعد جهد جهيد و اقدام وعدة محاولات فاشلة بلغت 1008 محاولات نجح في المحاولة رقم 1009 ولم ييأس ولم ينصت للمحبطين واصر وأن تقدم به العمر فكانت النتيجة نجاحاً كاسحاً على مستوى العالم ، وكذلك أنيشتاين صاحب النظرية النسبية الخاصة والعامة الذي كان يعاني من قلة القدرة على الاستعاب اثناء طفولته ويشاع أنه رسب في مادة الرياضيات مع أنه اصبح فيما بعد عالماً في الفيزياء التي كثيراً ما تعتمد على الرياضيات و الأمثلة كثيرة لكن أتيت بشخصيات قريبة يسمع عنها الكثير و لكن لا يعلمون أنهم فشلوا حتى ذاقوا طعم النجاح والتاريخ حافل بأمثالهم ، لذلك علينا أن ندفع حتى ننفع أي نمد أنفسنا وغيرنا بشحنات ايجابية عن طريق التحفيز أو الثناء أو الانصات أو التفهم أو أو حتى نسابق الركب و نعيد مجدنا ونساهم في احداث صحوة شبابية لأن الفئة الشابة لكلا الجنسين وقود الأمم .