الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

تصبحون على وطن

صوت شجي و لحن نقي و كلمات جميلة تلك التي كتبها محمود درويش و صدح بها الصوت الإنساني الشجي ذو اللحن النقي مارسيل خليفة و ما شدني أكثر هو عنوان تلك القصيدة (( تصبحون على وطن )) و كأن ذاك الوطن صعب المنال حتى يصبحوا عليه عناصره سحاب و شجر و سراب وماء حاله حال كل الأوطان ، نعم ربما كان صعب المنال في السابق اما الآن فلا و ليبيا تشهد على ذلك وكل ذرة تراب في صحاريها وهذه بشرى ووالله ما نقشت كلماتي في مقالي هذا إلا لأنني أحبكم يا أهل الشام المجيدة و أهل اليمن السعيدة فربما أمر السياسة لا يهمني كثيراً و أمري يقتصر على المهم و الأهم وتناتيف من هنا وهناك لأن المآسي البصرية في شتى القنوات الفضائية تبث في النفس مآسي حسية تعتصر الفؤاد ، لكن يأبى قلمي إلا ذكركم و أن يثني على رجولة ثواركم فنعم البطون اللائي حملنكم رجال أبت كرامتهم العبودية و الاستبدادية و الدكتاتورية و كل العبارات اللانسانية فغايتهم أن يصبحوا على وطن مثل كل الأوطان حتى لا تكون الغربة ملاذهم و العوز حالهم والضنك و الضيق يحوم بينهم مع أن أوطانهم يكمن ويوجد في باطنها و ظاهرها و كل تضاريسها خيرات تغنيهم و تغني أجيالاً كثيرة تليهم فالغاية وطن و الحرية في ربوعه والشعور بالوجودية في أحضانه ، لأجل ذلك انتفضت كل نفس كريمة عاشقة للحرية راغبة بالوجودية صادحة بالانسانية قائلة و بكل فم مليان نحن هنا نحن شعوب ارادت الحياة فلابد أن يستجيب القدر لارادتها حتى لو نقدم ارواحنا فداء و نبذل كل أموالنا ونخسر أبناءنا و أسرنا فخسارة كل شيء تعوض إلا خسارة الأوطان و العيش بها كمواطن لا كتابع مقيد خائف حياته تشوبها العبودية اللامباشرة و تنعدم بها ادنى درجات الديمقراطية ، لذلك بارك الله كل نفس منتفضة ثائرة راغبة بالحق والوطن .

الخميس، 17 نوفمبر 2011

إلا الكويت

عندما يتعلق الأمر بوطني أصبح سنية كويتية وشيعية كويتية وبدوية كويتية وحضرية كويتية وكل التيارات ملحوقة بكويتية
(( هنا الكويت )) أي الكويت ولا شيء غير الكويت بلد لا ولن أجد مثيلاً له اتفق أن الفساد في كل المؤسسات و لكن الأمور تحل بلغة العقل ولا شيء سوى العقل فما بال البعض انتهك حرمة مجلس الأمة وتجردوا من العقلانية ؟؟؟؟ إلا الكويت إلا الكويت
إياكم و الفتن .

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

بلا هوية

كلمات هائمات بالأعماق ، أسئلة كثيرة و أجوبة قليلة فأدركت أن الذي أنا به شيء طبيعي جداً لأن البشرية جمعاء تحب التساؤل لكن أسئلتي هذه المرة بعثت في نفسي أشياء لم اعهدها من ذي قبل ملكت أركاني و جوانبي ، فقد صقعت بتلك المعلومة أثناء مشاهدتي لأحد البرامج معلومة تتعلق بفئة تحيا بلا وجود ، قد ذكرت تلك المذيعة أنه يتواجد بالعالم وفي قارات الدنيا السبع 12 مليون شخص يحيا بلا هوية رسمية أي أن وجوده وعدمه واحد أو يحيا على الهوامش الحياتية ! مجرد من كل الحقوق المتعلقة بالكرامة الإنسانية التي خصها الله تعالى لبني آدم عن سائر مخلوقاته والدليل قوله تعالى : (( ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر و رزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )) الاسراء (7) ، وما بعد حقيقة الله تعالى حقائق أو تأكيده تأكيد فالصورة  جلية واضحة ظاهرة كالشمس في أول النهار أي أن هذا الإنسان له حقوق وكرامات ابسطها حق الوجود لأنه من الأساس موجود حاله حال أي فرد يمتلك هوية ، و لا أقصد فئة معينة هنا وهناك ولا أميل لتحيز مع البعض دون البعض لكن المقصد هو الإنسان و الغرض هو الإنسان أين ما كان وحيث ما كان ، فكل عاقل يقبع في مشارق الأرض ومغاربها وشمالها وجنوبها يؤمن إيماناً عميقاً أن لكل إنسان حق التعليم وحق اثبات الوجود و حق الزواج وحق الذهاب والإياب و التصرف من دون خوف وحق الأمان الاجتماعي و الحقوق الفكرية و الحقوق الصحية وكل حق يمتلكه غيره ممن يمتلكون تلك الهوية أو الضوء الأخضر للأنطلاق للحياة الكريمة ، وهذه ظاهره جداً منطقية لأن الإنسان لا يطلب شيئاً أكثر من حقوقه فما بال البعض عسر و زجر ونفر وستنفر  بوجهه وجعل طريقه وكل مسالكه مظلمة و حياته كذلك ، فهذا شيء اقره الله تعالى و لا يحق لأحد سلبه واستباحته وتعسير أشكال الحياة وألوانها و تضييقها عليه وعلى الفئة التي ينتمي لها حتى لو جلبت تلك الفئة عدمية تواجد هويتها بكلتا يديها ، اتفق أن البعض جنى على نفسه بنفسه لكن هناك منهم مجموعة كبيرة تظافرت عوامل كثيرة ضدهم و منهم مظلوم ليس له دخل بما حصل فكل ما في الموضوع أنه دخل هذه الدنيا بعد خروجه من رحم أمه ليجد نفسه بلا هوية ، ومهما كان السبب لفقد الضوء الأخضر أو اكسير الكرامة فالفرض تعريفهم لأنهم ليسوا نكرة فهذه حقوق ربانية ثابتة ، فمنهم نوابغ و منهم علماء و منهم فطناء و عباقرة يفتقدون التعريف و الاهتمام و إتاحة الفرص التي ربما لو نالوها لساهموا بابتكارات عديدة تفيد البشرية لذلك نرجو إعادة النظر .

السبت، 12 نوفمبر 2011

عمليات التجميل

كثر في الآونة الأخيرة تفشي عمليات التجميل بشكل ملحوظ و اصبح حدث وحديث الساعة ، حدث اذا ما كان فاعلوه بعض المشاهير و حديث اذا ما أكل أوقات وساعات جنس حواء في الخوض به والتحدث عنه لدرجة كبيرة تبث في النفس العشرات من الأسئلة ، و ما دفعني وهيج قلمي لذكر مثل هذا الموضوع كثرة الحديث عنه في مجالس النساء و ايضاً التقاء احدى وجنتي مع وجنة مصطنعة اثناء تقديمي التحية لواحدة ممن تأثرن بتلك العمليات لدرجة اشعرتني بحرارة و ألم ذاك الالتقاء من شدة قساوة تلك الوجنة !! ويقال انها عملية تجميل ! أي تجميل هذا ، فالجمال شيء أسهب في تعريفه ومفهومه الكثير ولا أستطيع أنا أو غيري حصره في كلمات وعبارات رنانة جميلة دائماً نسمعها بل يتعدى الماديات والظاهر فهو كل ما يبعث في النفس السرور و الاعجاب سواء اكان جمالاً مادياً أو أخلاقياً أو روحياً أم غيره ولا يحصر في جمال الوجوه كما اصبح متعارف عليه الآن لدرجة أني سمعت من البعض أن عيادات التجميل دائماً مزدحمة ! وهذا الحاصل يبعث في نفسي تساؤلاً و ربما في نفس غيري ايضاً وهو كالآتي : ياترى هؤلاء من احدثوا تجميلاً لتضاريسهم و ملامحهم و أضافوا أشياء و أنتزعوا أشياء عندما يرون أنفسهم في المرآة هل حقاً يرون ذواتهم التي كانت معهم و اعتادوا أن يروها وهم صغار في اليوم أكثر من مرة ام سوف يناظرون أشخاصا مصطنعين تلبسوا ذواتهم الأصلية وجردوها من أصالتها التي عرفوا بها أنفسهم منذ الصغر و عرفهم الآخرون بها ، وكثيراً ما يراودني هذا السؤال لدرجة تستوجب الحيرة فالأمر ليس قاصرا على النسوة التافهات فإنه يشمل ايضاً الفئة الواعية والطبقة المثقفة كذلك ! وقد تجاوز الأمر الأفواج الكبيرة من جنس حواء ليتربع في ميادين الرجال !! فصدق القائل (( شر البلية ما يظحك )) أين الرجولة ؟ فدائماً هكذا نحن العرب أمة الانجراف خصوصاً المجتمعات الخليجية التي لا تدري ماذا تفعل بأموالها الفائضة فوجدت الحل الأمثل عيادات التجميل !.


فأنا لست ضد تلك العمليات اذا كان الغرض منها شيئاً اساسياً لا بد منه كالتشوه أو عيب خلقي أو تجميل اماكن تضر بالهيئة العامة للفرد فهنا الواجب فعلها أما سوى ذلك فمع احترامي ( كلام فاضي ) ، فتبارك الله أحسن الخالقين فإنه جميل يحب الجمال و أوجد الجمال بمواضع عدة في الإنسان فإذا لم يكن الجمال بالوجوه تجده في الروح و اذا لم يكن هنا تلقاه هناك و اذا انعدم في هذا الموضع ربما يكون في الموضع الآخر ، ويستحيل أن تجد انسانا يفتقد للجمال فإن قل في مكان تجده في مكان آخر سواء كان مادياً أو أخلاقياً أو روحياً أو أو ، و آخر كلامي دعوة لشعراء هذا الزمان أي زمان عمليات التجميل فقبل أن تعزموا النية على التغزل بمن سرقن ألبابكم من جمالهن تأكدوا اذا كان ذاك الجمال ربانيا أم مصطنعا !!.