الأحد، 5 يونيو 2011

خارج كل الحدود

كم منا يتمنى أن يكون خارج كل الحدود ؟ أي حد دون استثناء حدود المنزل حدود الوطن حدود القارات والبحار والمحيطات والكرة الأرضية ومجرتنا درب التبانة برمتها وكل المجرات ، وكم منا يتمنى أن يعوم بالعوالم التي نجزم بوجودها إيماناً بقوله تعالى " ويخلق مالا تعلمون " ولكن قدر الله تعالى بألانرها لحكمة ، وهذا تمهيد لقصتي مع النملة أو كل نملة صغيرة كوني من عشاق النمل ، وعجيب روعة الخالق فيها التي أشعرتني بأنني مهما بلغت ومهما فعلت وكنت وصرت ووصلت فأنا ذرة من ذرة غير متناهية في الصغر بهذا الكون الواسع  الرحب ، الذي لا يعرف أبعاده إلا من وضعه سبحان من  وسع كرسيه السماوات والأرض والله إله عظيم .

والحاصل بينما كنت جالسة عند عتبة مدخل غرفة المعيشة التي تطل على الباحة المنزلية أو كما نسميها بالعامية (( الحوش )) إذ بنملة في الصباح الباكر تسرح ذهاباً و إياباً ، تأملتها وابقيت عيني مستقرتين إليها وقلت في نفسي سبحان الذي أودع فيك الروح رغم صغرك و أودعها فيني وبينما أنا أراقب خط سيرها ، تداعت أفكار و أفكار عن الحياة والإنسان والخطأ والصواب والحدود واللامحدود والفضاء الداخلي الكامن في النفوس والصدور والفضاء الخارجي الظاهر للعيان أي محيط الإنسان من سماء وماء وهواء وضياء وناس و أجناس ومظاهر وكل ما هو ظاهر ، وبعد كل هذه الأفكار التي انزخت علي كالمطر أثناء مراقبتي بدأت بداية أحداث اليوم فقمت من موضعي ، وفي  ظهيرة اليوم ذاته تذكرت نبذه لشاعر مرهف الحس معاصر احساسه فائض قرأتها من موقعه الشخصي استوقفتني كلماته التي أؤمن ببعضها و أختلف مع بعضها ، ولكن بحكم أنه شاعر يفكر بحساسه الجميل و أنا من الذين يركزون على الواقع بعينه و أبعاده وأحوال البشر و السماحة الدينية و أن كنت أميل لتفكير باحساسي أحياناً كثيرة فأنا أحترم احساسه و أتوقف عند بعض كلماته التي جذبتني حيث قال (( يدعي بعض الصحافيين بأنني أكتب للأذكياء فقط إلا أنني أشجب ذلك الادعاء فكم آمنت دائماً بأننا حين نكتب فنحن مسؤولون عن جميع البشر و في كل اتجاهات هذا العالم أنا تجمعني قرابة حميمة بكل البشر الفانين الذين انحدروا من نسل آدم )) و أنا أقول لهذا الشاعر المرموق أصبت كبد كل حقيقة وان كانت تلك النبذة الخاصة فيك فقد ذكرت لسان حالي بأننا حين نكتب فنحن مسؤولون عن جميع البشر الذين  انحدروا من نسل آدم عليه السلام و أن تجاوزنا الحد أحياناً و غفونا أحياناً أخرى ، فالخير فينا لأننا مجبولون عليه و أجدر عبارة أذكرها لنفس التي تؤمن بأنها مسؤولة عن تقديم أحوال الناس بصورته الحقيقية من دون زيادة أو نقصان بغرض تعميم الخير على الغير عبارة قرأتها من كتاب عبقرية عمر رضي الله عنه لعباس محمود العقاد وهي : (( أن النفس التي تتحرك للأمر السماوي هي النفس التي فيها خير ولها رغبة فيه )) وما هو الأمر السماوي ؟ هو كل خير لأنه من الله تعالى ولا يقتصر الأمر السماوي على الصلاة والصيام والفرائض فقط ، بل يشمل حسن الخلق والسماحة الفكرية والدينية وقبول الغير وتوجيههم وأن نخطئ أحياناً جل من لا يخطأ ولكن الخطأ الأكبر أن نكرره مع توجيههم لصواب ، والمهم اعلم تداخلت الأفكار ولكن غرضي من السؤال عن تمني الخروج خارج كل حدود بيان أن الروح والعقل يتمتعان بالمرونة لذلك أبدع كثير من الشعراء والأدباء والرسامين ...وغرضي بذكر قصتي مع النملة بأن
التأمل والتفكر بأحوال الحياة والبشر وكل بعد ولكن في حدود الله التي ضمن إطار العقل المحدود من مقومات عواميد الإيمان والروقي و الإبداع الخلقي ، و أخيراً ذكر كلمات الشاعر المقتبسة من نبذته وكذلك كلمات العقاد لبيان بأن حب الخير للغير كامن فينا و أننا جبلنا على كل خير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق