الجمعة، 10 فبراير 2012

الحجاب في مسلسلاتنا



التلفاز وسيلة من وسائل الاعلام المختلفة و يعد أكبر ناقل للأحداث و الوقائع و عادات و تقاليد الشعوب و المجتمعات ، فقد اوجد لنا العالم كله ونحن في اماكننا و رسم في اذهاننا صور تلك المجتمعات و اعرافهم و تقاليدهم و تكونت النظرة عن اي مجتمع تتناوله البرامج و المسلسلات المختلفة التي تخص مجتمعاً معيناً ، و مما لا شك فيه ان كل بيت يتربع به ذاك الناقل و المؤثر على كل متلقي و مستقبل .


فأثناء مشاهداتي المتقطعة احياناً و الكاملة احياناً أخرى لبعض مسلسلاتنا الكويتية بالتحديد ( اي العاكسة لطبائع و اعراف أهل الكويت ) لفت انتباهي ظاهرة و شيء مبالغ به و تزييف و تغيير للصورة الأصلية لمجتمعنا ، و كوني خرجت من رحم هذا المجتمع و تعايشت مع افراده بإختلاف اطيافه انغرست في ذهني صور اهله و طبائعهم و طريقة حياتهم و الزي المتعارف عليه لكلا الجنسين ، و اخص بالذكر بنات جلدتي و نساءنا في الكويت اللاتي تربين في احضان أسر أغلبية اناثه أن لم يكن كلهن متحجبات ، فالواقع في هذا الوقت يبين أن أكثر من 70 % يرتدينه و غير المحجبات نسبتهم أقل بكثير ، اذاً لم هذا التزييف في مسلسلاتنا ؟؟ و جعل ذوات النسب القليلة يأكلن الاجواء و يظهرن في اغلب تلك المسلسلات و كأنهن هم المعنيات بهذا المجتمع فقط لا غير ، و على سبيل المثال احياناً تجد مسلسلاً يوجد به عشر اناث و دور المحجبات به لا يتعدى اثنين أو ثلاث نساء و الطريف في الموضوع أن اللاتي يرتدينه كبيرات السن أو الامهات و كأنه شيء تقليدي قديم لا يتوافق مع الحداثه و الانفتاح و يقتصر على الكبيرات فقط و قلما تجد صغيرات في السن يرتدينه ، و مع الأسف فقط تغافل كتابنا و كاتباتنا الافاضل عن هذه النقطة و تجاهلوا أن الحجاب شيء اساسي لديهم بإختلاف انتمائهن و توجهاتهن ، و أنا بذكر هذا الموضوع لا اقلل من شأن غير المحجبات و أن كنت من انصار الحجاب بل لكل انسان احترام و تقدير بإختلاف خليفتهم الإجتماعية و الدينية ، و ليست قطعة قماش هي التي تحدد احترامنا لمن امامنا بل احترامها لنفسها يحدد احترام الغير لها ، لكن غرضي إظهار صورة هذا المجتمع كما هي بلا زيادة أو نقصان أو تزييف للواقع و طريقة حياة أهل الكويت الصحيحة و الحاضرة ، فالمسلسلات التي تنقل طبائعنا للمجتمعات الأخرى تغرس في اذهانهم صورة مغايرة عن حقيقتنا ، فأرجو من الكتّاب الافاضل و الكاتبات و أن لم يكن متحجبات الانتباه لتلك النقطة .

هناك 6 تعليقات:

  1. يومك سعيد عزيزتي مها::

    موضوعك جدا جميل ..

    فالإعلام عندنا لا يظهر الصورة الحقيقية للمجتمع .. ليس تغافلا أو نسياناً ..

    بل تعمداً منهم ..وكأنها مسرحية حيكت خيوطها مسبقاً..

    99% من المسلسلات الخليجية تظهر صورة مغايرة تماماً للواقع الخليجي..

    المجتمع الخليجي المحافظ على تقاليده وعلى دينه وعلى عبادته..

    قلما نرى مشهد لرجلٍ يصلي .. أو امرأة تقوم بواجبات بيتها .. أو حتى منظر للواقع الاجتماعي والمادي الحقيقي للخليجين..

    أتحدث مع اشخاص من غير الخليجين .. وأسألهم عن انطباعهم عن الخليج وأهله بشكل عام .. فلا أجد إلا الصور التي طبعتها في أذهانهم هذه المسلسلات..

    فالصورة هي مجتمع يهرول وراء شهواته ونزواته .. لا يخاف الله .. يظلم .. يصرخ .. يهين المرأة .. غني جداً لحد الترف .. لا وجود للفقر ..خيانة زوجية .. متعجرف .. يشتري كل شيء بفلوسة ..

    هذه هي النظرة التي ينظر لنا العرب ...

    والبركة طبعا في كتابنا ومخرجينا ..

    اسف على الاطالة اختي مها .. ولكن اعجبتني حروفك فأحببت أن اشاركك..

    لك تحياتي..

    ردحذف
  2. السلام عليكم

    حياك الله أخي بندر الاسمري

    شكرا على تعليقك

    دمت بخير و سلام دائماً أن شاءالله .

    ردحذف
  3. موضوع هادف ورائع ويعرض صورة المجتمع النسائي الحقيقي بالكويت والملتزم بالعادات والتقاليد الاسلامية التي تنص على ارتداء الحجاب طاعة لله سبحانه وحفظا لكرامتها فهي امنا واختنا وازاجنا .. وماكتبته مها يعرض حالة قلما ينتبه لها المعنيون بالامر .. وهي تنبه هذا القطاع الاعلامي الهام الى هذه المسألة التي لها اهمية ودور فاعل في المحتمع الكويتي ..
    شكرا يامها على جهدج المبارك
    وسأل الله سبحانه بان يجعل ماكتبتيه في مزيان اعمالج انه سبحانه سميع عليم

    ردحذف
  4. السلام عليكم

    حياك الله اخي ابن السور

    شكراً على المشاركة و التعليق

    دمت بخير و سلام دائماً ان شاءالله . 

    ردحذف
  5. ليس فقط الحجاب فقط الذي غيب او يراد تغييبه هناك الكثير من القيم الاخلاقية يراد مسحهاذاكرة المجتمع..لكن لا ننكر بأنه هناك بعض السلبيات التي يعيشها المجتمع الخليجي واكثر بروز ظاهر الانحلال الخلقي لو بشكل مستورإضافة إلى الرق الابيض الذي بات سمة من سمات السياحة الخليجية واماكن الترفيها فيها هذا قضايا لا يشارإليه في الإعلام بطريقة صحيحة بالعكس إظهارها بأنها حداثة وتحضر..اسف على الاطالة والله المستعان...موفقين

    ردحذف
  6. السلامعليكم

    حياك الله أخي علي موسى

    أخي الفاضل لكل مجتمع من المجتمعات ظواهر و اخلاقيات سلبية و كذلك ايجابية سواء أكان عربي أو غربي مسلم أم غير مسلم

    ولكن الاشكال و القضيه في هذا الوقت و بهذا الزمن بتحديد زمن الإعلام المرئي و المسموع و المقروء تكمن و تنبع من الاعلام ذاته هذا السلاح ذو الحدين الذي غيب أشياء كثيرة تتميز بها بعض المجتمعات ربما تكون عادات و تقاليد نافعه مفيده أو اخلاقيات سامية فأظهر النقيض للجمهور و حور و غير و بدل و طمس مما ساهم بتشكل صوره غير صحيحة عن أي مجتمع

    فلذلك علينا نقد اي اعلام يغيب كل ظواهرنا و اخلاقياتنا الصحيحة حتى لا يتمادا و تزداد الظواهر السلبية لأن الإعلام في هذا الزمن محرك الافراد و الأمم و مكون للأفكار و التوجهات

    شاكره مشاركتك

    ودمت بخير و سلام دائماً أن شاءالله .

    ردحذف