الأحد، 6 يونيو 2010

بلا معنى

جالت الأيام حتى وصلنا إلى القرن الواحد والعشرين ،والقرن الذي قبله أي العشرين كان أبو الانفتاحات العلمية والاستكشافات حيث تبينت حقيقة الكون ونشأته التي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم المنزل على خير البشرية صلى الله عليه وسلم من قبل أكثر من 1430 سنة في إيجاز حيث قال تعالى : " أولم ير الذين كفروا ان السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شىء حي أفلا يؤمنون " ( الآية 30 من سورة الأنبياء ) ، صحيح تأخر العلماء إلى ان توصلوا لهذه الحقيقة ولكن ولله الحمد ظهرت بفضل نظرية الانفجار الاعظم Big Bang التي وضعها الفلكي البلجكي ( ادوارد لاميتير ) والذي عدل عليها الفيزيائي الأمريكي ( جورج جامو ) و أعلن عنها رسمياً عام 1936 م .


وغير الاستكشافات الفلكية شهد العلم تطوراً في كل الجوانب مثل الاقتصادية حيث ظهرت تكنيكات وسياسات اقتصادية جعلت المهتم يستغل هذا التطور ليرتزق ،
وتطور أدبي والدليل على ذلك كثرة المؤلفين والكتب والمكتبات والاتجاهات الأدبية والكثير ، أي لم يعد لشباب المسلم عذر حتى يشغل تفكيره بالمواضيع الواهية ويبذل قوله بكل ما هو سخيف فهذا التطور والاستكشافات المتوالية والاتجاهات الأدبية والمعرفية تدعو الفرد منا إلى البحث والتفكير والتحدث عن كل ما هو مستكشف وجديد لا عن اضاعة الوقت في الكلام الذي لايرجى منه نفع ، فقد اذهلني سخف حديث اغلب شباب وبنات المسلمين من فن هابط وموضه ومساحيق تجميل وفساتين على مدار 24 ساعة بلا كلل ولا ملل مما بعث في النفس اليأس على حال الأمة فحديث المرء يبين علمه و أدبه فقد قال الشاعر :


لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
                    فلم يبق إلا صورة اللحم والدم


وأنا رأيت ذلك بأم عيني وسمعته للأسف وكل هذا محسوب من العمر والوقت فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( اغتنم خمسا قبل خمس : حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك ، وشبابك قبل هرمك ، وغناك قبل فقرك )) حديث صحيح وقال تعالى : " ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون " (الحشر : 18 ) ، فقد بات المسلمون فيما مضى على نهضة وتطور وتقدم من بداية البعثة النبوية إلى نهاية اواخر القرون الوسطى مع انهم أمة كانت تفتقر لكل الوسائل والتقنيات ومع ذلك كانت ارقى الامم لانها تراقب الله في جميع تصرفاتها وحديثها ، وقد اصبحوا اليوم في تراجع وانكماش وسخف وهرج ومرج بلا معنى لذلك اعيدوا حساباتكم .