الأحد، 14 أكتوبر 2012

الموت أو القتل الرحيم ! ..






 
 
الأخلاق و المجتمع الحديث مادة من مواد الفلسفة بالجامعة وكذلك من  المواد الاختيارية  لغير المتخصصين فلسفة  وقع اختياري عليها لهذا الفصل الدراسي و كانت من ضمن مواد الجدول و ليست من مواد تخصصي الرئيسي التاريخ  ،، عموماً طرح دكتور هذه المادة علينا عدة مواضيع أخلاقية حتى نبحث عنها و نتعرف عليها و نعرف ما مدى تأثيرها على المجتمعات المتباينة من الناحية الدينية و الإجتماعية و الإنسانية و القانونية و في نهاية  البحث الرأي الشخصي ووجهة النظر للموضوع المختار و من تلك المواضيع القتل الرحيم و الإعدام و الإجهاض والعدالة وو... ،، و قد وقع اختياري على (( القتل أو الموت الرحيم )) و للأمانة لا أعرف ما سر اختيار هذا الموضوع ربما لأنني امقت فكرة اليأس أو بسبب استهجاني لهذا الفعل برمته ،، وسأكتب هنا جزء بسيط و تعريف عن الموت الرحيم مقتبس من مصادر البحث التي استعنت بها حتى يتعرف القراء الأفاضل عليه و من أجل أن استقبل بعض تعليقاتكم و أراؤكم حول هذا الموضوع لكي تفيدني و يستفيد منها غيري .
 
 
 
 فما المقصود بالموت الرحيم :  (( إنهاء حياة مريض استحال شفاؤه بواسطة  وسائل طبية غير مؤلمة للتخفيف من معاناته )) ،، وقد عرف هذا النوع من الموت منذو القدم اما في الوقت الحاضر تعد هولندا أول دولة بالعالم شرعت قانون ( القتل الرحيم ) سنة 2002 ،، و كل الأديان السماوية تحرمه تحريماً مطلقاً و تعتبره جريمة وانتحار و كذلك قوانين بلدان العالم لا تقر فيه لأي سبب من الأسباب و توجب العقاب لفاعله و على الرغم من حظره دينياً و قانونين فإنه يمارس بشكل خفي في كثير من المجتمعات و الذين يقمون به يبررون فعلهم بدوافع إنسانية محضة لتخليص المريض من وضع ميؤوس من شفائه .
 
 
هذا و بإختصار نبذه بسيطة عن موضوع البحث و أنا بإنتظار أراؤكم . 
 
 


هناك 9 تعليقات:

  1. سلام عليكم...
    موضوع شيق ومحير (الموت او القتل الرحيم) بإختصار ظاهره الرحمة وباطنه العذاب. يؤسس لثقافة القتل تبعا لشرعية المشرع دون الاكتراث بالمالك الحقيقي للنفس( الله).ويضيف اشكالية من يملك هذا الحق؟ومن اكد ان اليأس من العلاج اليوم يبرر الاقدام على القتل الرحيم ربما في المستقبل يستجد شيئ جديد , هذا يعطل عمل الفكر في البحث وإذا ما اتخذ القتل هي الوسيلة الناجعة للمشكلة.
    كما يشرع التخلص من المجرمين الخطرين بذريعة أنه لا فائدة تتجئ منهم ويتبعهم المعاقين وغيرها من القضايا التي عجز الانسان في إيجاد حلول لها.وما يشن الان من حروب على اتفه الاسباب إلا تأكيد على هذه الثقافة اللاإنسانية.,,للاسف اصبح الانسان يباع ويشترى دون إعتبار للدين والقيم وهذا ماهو سائد من تجارة البشر والتجارة بالاعضاء والرقيق الابيض وتحديد النسل وغيرها كلها ثقافة واحدة....االمعذرة للاطالة وسوء تسلسل الافكار ...وإلى جديد نافع موفقين

    ردحذف
  2. حرم الله سبحانه الانتحار لانه خروج عن نواميس الكون التي وضعها الله سبحانه في ارضه واعتراض على قدر كتبه الله سبحانه على المنتحر وانهاء لحياة لم يكتب لها الله سبحانه الموت .. فمن نواميس الكون المرض والصحة والفقر والغنى والحزن والفرح والموت والحياة .. فنجد في كل مرحلة تقابلها مرحلة تكون مختلفة عن الاخرى .. فمن يمرض سيشفا ومن حزن سيفرح ومن افتقر سيغنى يوما ما .. وهذه النواميس ثابته وحقيقتها يقينية فهي اشبه بنواميس الكواكب فلا الشمس ينبغى لها ان تدرك القمر .. وعلى من اصابته مصيبة ان يصبر انتظارا للفرج .. فان قام بقتل نفسه فانه يكون في هذه الحالة انهى حياة كان يمكن لها ان تفرح ..
    والمنتحر تتقاذفه حالتان .. الاولى التذمر والشكوى .. والثانية الرغبة الكامنة بوضع حل نهائي لمعاناته .. وكلا الحالتان تتطوران كلا حسب مراحل مشكلته .. فكلما ضاق الحل اشتكى اكثر وتداعت الرغبة لانهاء هذه المشكلة اكثر .. والاهم هنا هي الحالة الثانيةوهي حالة الرغبة الكامنة بانهاء مشكلته .. فهذه لا تظهر عملا وتظل كامنة حتى تخرج للعلن فجأة .. وهي لا تخرج الا بسبب .. فالفقير يعلم فقره .. لكن عندما يصل فقره الى نقطة الصفر قد تخرج حالة الرغبة الكامنة .. وهذه كلا حسب ايمانه وثقافته اي اكتساباته من محيطه الخاص .. فنحن نعلم ان الله سبحانه يعطي كل شيء بقدر .. اي ان الله سبحانه لا يكلف نفسا الا وسعها.. فنقطة الصفر التي تطور معها فقر المنتحر هي نقطة يعلم الله سبحانه ان هذا المنتحر يمكنه ان يتجاوزها .. لكنه لم يفعل .. وقد حرمت الاديان السماوية كلها الانتحار وقتل النفس .. وشددت في تحذيرها للمنتحر وتكلمت صراحة بان عقوبة الانتحار في الاخرة النار .. وحثت الاديان كلها على الصبر والامتثال لقدر الله سبحانه فهو العالم والخبير والقادر على تغيير جميع الحالات .. اما في مسألة القتل الرحيم .. فالقتل هو القتل .. ولا تغير الاسماء شيئا في اصل الفعل .. وجميع اهل الطب يعلمون انه لا يوجد مرض في الدنيا علاجه مستحيل .. لكن الصحيح ان علاجه غير متوفر حاليا .. وان على الاطباء الاجتهاد والبحث عن ايجاد العلاج .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تداواعباد الله فان الله تعالى لم ينزل داء الا وقد انزل له شفاء الا الهرم .. ) وقد تحقق ذلك عندما توصل الاطباء لعلاج الكثير من الامراض الفتاكة التي كانت تقتل الناس سابقا مثل الجدري الذي لم يعد اليوم موجودا..

    ردحذف
  3. فنفهم ان القتل الرحيم في مسائل الامراض لايقابله سند يعطي الاطباء تصريحا بقتل المريض .. انما الاقرب للقبول ان الدافع الاساسي في القتل الرحيم ليس لان بسبب المرض ذاته .. ولكن بسبب الالام التي قد لا يتحملها المريض او اسرته .. وهذا القبول شكلا اما مضمونا فهو غير مقبول لان هذه الالام جزءا من عملية الصبر التي يجب ان يصبر عليهاالمريض ليتحقق له الشفاء فيما بعد ان لم يكتب عليه الموت وفي الحالتان هو حصل على اجره كاملا .. وايضا في الفقر والمشاكل وغيرها فان الله سبحانه وضع بعدها يسرا وان على الانسان الصبر وحسن الظن بالله سبحانه .. والانتحار يدخل بعضه وليس كله ضمن المشاكل النفسية التي تحتاج لعلاج من طبيب .. فقد يغيب العقل في اتخاذ مثل هذا القرار كما يغيب العقل في عمليات الزنى .. فقد اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) فنفهم من هذا الحديث الشريف ان العقل تم تغييبه او استبعاده في عمليةالزنى .. وبعضهم فسر هذه الاية الكريمة ان الزاني حين ينزني غير مكتملا لايمانه .. لكن الايمان بالله لا يمكن ان يكون دون عقل والله سبحانه أعلم .. فنفهم ان الانتحار في بعضه يتم تغييب العقل في مسألة الانتحار .. الا ان هناك مدارس ترى غير ذلك .. حيث انه لا يمكن ان يغيب العقل في مسألة مصيرية كهذه .. والا لسقط العقاب عليه .. وهذه المدرسة لا نميل لتحليلها .. حيث ان الله سبحانه أعفى المجنون والنائم والمريض من التكليف والعقاب وبالتالي فان ماعرضوه قائم في الاساس ولا جديد فيه .. وقد ينتحر شخصا مرموقا لا يعاني من فقر ولا مرض ومع ذلك ينهي حياته مثل بعض نجوم السينما .. فهذه النجوم تملك المال والشهرى والاضواء والصحة مع ذلك تنهي حياتها .. ونرى ان السبب الحقيقي وراء هذه الانتحار هي تدخل ضمن هلوسة الفكر الفني لديهم .. الذي يتطور مع العقاقير المهدئة للاعصاب والضغط النفسي الحاد وحيرة الفنان ورغبته بالاحتفاظ بنجاحاته كلها مجتمعه تخلق له عالما من الهلوسة الخفية بداخله .. مما يدفعه تدريجيا للتخلص من هذا العالم المزعج الذي زج نفسه .. بداخله .. وسأتكلم عن سيكولوجيةالانتحار لنفهم اكثر .. فالمنتحر كما اشرنا في حالة النجوم اي الفنانين الكبار يعيشون حالة القهر ثم عزلة داخلية قد لا يحس بها القريب منه اضافة شعوره الكامن والحاد بالاغتراب .. وتغلب على شخصيته عدم النضج التفاعلي مما حوله في اتخاذ القرارات وبالتالي هو شخص خامل غير تفاعلي
    موضوع رائع جميل كما عودتنا كاتبتنا الشابة مها العجمي

    ردحذف

  4. السلام عليكم

    حياك الله أخي علي

    و أعتذر على التأخر بالرد

    نعم الموضوع جداً شيق خصوصاً عندما تغوص في أعماقه و فلسفته و تبحث عنه من كل جوانبه سواء الدينية و الإجتماعية و الإنسانيه و غيره و غيره و تأكيداً على ذلك فقد وجدت متعه كبيره عندما قرأت عنه من مصادر البحث التي استعنت بها ،، و يا أخي الفاضل بغض النظر على ما بعد الموت الرحيم و ماهي تبعاته و شرع لأجل ماذا و يؤسس لماذا فإن القتل هو القتل و الإنتحار هو الإنتحار بإختلاف المسميات فالروح لله وحده و ملكه و لا يحق لكائن من كان أن يزهقها تحت أي ذريعة لأنها وديعة أستودعها الله تبارك وتعالى في أجساد البشر و متى و كيف شاء يأمر بخروجها،، و فعلاً اتفق معك بالفقرة الثانية فربما يأخذ ويشرع هذا النوع من القتل تحت ذرائع عدة في مجتمعات لا إنسانية وتشرع قوانين أخرى دون أي اعتبار لأي قيم و أخلاقيات .


    شاكرة مشاركتك أخي الكريم .

    دمت بخير و سلام وحفظ الله .



    ردحذف

  5. السلام عليكم

    حياك الله دكتوري الفاضل

    و أعتذر على التأخر بالرد

    ماشاءالله عليك يادكتور لخصت بحثي الذي كنت أبحث عنه منذو أكثر من 4 أسابيع في تعليقك هذا الله يفتح عليك
    ويبارك فيك وبعلمك ،، اسمحلي أن استعين ببعض أفكارك التي غابت عني و أكون لك شاكره ،، و دكتور لو أقول
    لدكتور مادة الأخلاق و المجتمع الحديث ردك حول القتل الرحيم راح يبهر لذلك لأن أفضل رد سيسمعه حول هذا الموضوع .

    شكراً جزيلاً و الله افدتني و أن شاءالله لك و لنا الأجر

    دمت بخير و سلام وحفظ الله دائماً .

    ردحذف
  6. العفو ..
    هناك امر مهم ارجو ان تشيري اليه في بحثك وهو ان اطلاق تسمية الانتحار على قاتل نفسه بها نظر .. حيث ان قتل النفس يمكن لاي شخص ينهي حياته بنفسه لكن في عملية النحر لا يمكن لشخص ان ينحر نفسه .. فنفهم ان صواب التسمية للانتحار هي قتل نفسه وليس انتحاره .. والنحر معروف عند كافة البشرية قديما وحديثا .. ولو كانت هذه التسمية صحيحة لكان القران اشار اليها صراحة ,.. ولكنه اشار بدلا عنها بقتل النفس .. فقال ( ولو انا كتبنا عليهم ان اقتلوا انفسكم اواخرجوا من دياركم مافعلوه الا قليل منهم ) وايضا في قوله تبارك وتعالى ( واذ قال موسى لقومه ياقوم انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا الى بارئكم فاقتلواانفسكم ذلك خيرا لكم عند بارئكم ) وقوله سبحانه ( ولا تقتلوا انفسكم ان الله كانبكم رحيما ) فنلاحظ هنا ان كتاب الله سبحانه اشار بشكل صريح لقتل النفس بقتل النفس وليس بانتحارها .. ولا نعتد بالقول الذي يعرض الانتحار على انه تعريف من القتل العام ونقول .. ان القتل العام بتعريفاته كلها هو موت .. اما النحر فحياة .. فعندما ننحر الخروف ويأكله الجياع فهو حياة لهم ..
    وامر اخر .. هو ان الاخلاق ذاتها تعريفاتها وتطبيقاتها تدخل ضمن فهم الشعوب لها .. وليس صحيحا ان الاخلاق تفهم بطلاقتها .. انما تفهم حسب الاكتساب وثقافة المجتمع
    فهناك مجتمعات لا ترى في الانتحار جريمة .. بل تراه حرية شخصية لاي فرد يريد انهاء حياته .. وهذه الجزئيةوحدها تدلنا ان الاخلاق مقيدة الفهم بحسب الفكر المتعامل معه

    ردحذف
  7. ولان الشيء بالشيء يذكر فان النحر هو راحة من ألم عكس قتل النفس فيها عذاب للجسد قبل ان يموت .. فنحن نعلم ان الدماء تغذي الاعصاب فان تم نحر الحيوان فان الدماء تتدفق للخارج بسبب الدورة الدموية فلا تصل لمراكزالالم فيموت الحيوان دون ألم .. لكن لو اننا طعنا الحيوان بسكين وتركناه فانه سوف يتألم حتى يموت ..وكذلك الانسان لو انه قتل نفسه بحديدة فانه سيتألم قبل ان يموت والسبب ان الجرح القاتل الذي سببه لنفسه لن يحمله على الموت الفوري وستقوم الدماء بتنشيطالاعصاب وغيرها مما يسبب له ألما لا يطاق قبل ان يموت .. لذلك كان عقابه في جهنم ان حديدته بيده يطعن نفسه حتى يندرع الالم فوق الالم .. وبالطبع هناك كعنات قاتلة فورية مثل طعنة القلب او بعض الطعنات التي تفقد صاحبها الوعي على الفور لكن هذا لا يعني موته على الفور فقد يستغرف موته ساعات .. عكس النحر الذي لا يستغرق موته سوى ثوان ..

    ردحذف
    الردود
    1. سلام عليكم...
      لفته رائعة منك بخصوص الفرق بين القتل والانتحار مشكور دكتور والشكر موصول لصاحبة المدونة والموضوع الاخت الفاضلة مها العجمي...دمت بخير

      حذف

  8. السلام عليكم

    حياك الله وبياك يادكتوري الفاضل

    بصراحة أول مرة أنتبه لتلك النقطة أي الفرق بين الإنتحار و قتل النفس سبحان الله معلومة تعجبت منها شكراً لك على إيصالها و على هذه الإضافة ،، اما بالنسبة للأخلاق و لله الحمد فاهمه فكرة الأخلاق عند المجتمعات المتباينة و بأنها مقيدة بحسب الفكر السائد عند كل مجتمع ،، كفيت ووفيت يادكتور الله يبارك فيك و ينفعنا بعلمك .

    اشكرك و كلمة الشكر قليلة بحقك
    أن شاءالله رب العالمين يقدرني حتى اكون عند حسن ظنك .


    دمت بخير و سلام و حفظ الله .

    ردحذف