الأحد، 29 مايو 2011

شريعة جديدة

" ياأيها الناس انا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ان الله عليم خبير " الحجرات 13 ، في احد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم عندما حدث خلاف بين أحد المهاجرين و أحد الأنصار فاستنجد أحدهم بالأنصار و آخر بالمهاجرين فعلم الرسول الكريم ذلك وقال ابدعوى الجاهلية و أنا بينكم ؟ ( اتركوها فانها نتنة ) ، بهذه العبارة الوجيزة نبذ المصطفى الكريم التعصب القبلي ، والنتنة هي الجيفة والشيء المتعفن الذي لايستطيع الانسان الاقتراب منه وبهذا النعت وصف المختار للانتماء اللاعقلاني للقبيلة الذي شرع قوانين جديدة على هذا المجتمع و ألبسه ثوب الدين مع أن المشرع قبلي قلبا وغالبا ومقياس التفاضل عنده الأصل والفصل و الحسب والنسب ما أدرك قول المصطفى الكريم ( الناس بنو آدم و آدم من تراب ) رواه أبو داود والترميذي وحسنه البيهقي ، وغير القبليين في مجتمعنا الكويتي الذين يتبعون هذه السياسة في الحياة هناك العوائل التي ميزت نفسها بنفسها و حصرت الأفضلية لذاتها وتعالت على أبناء بلدها ودينها وسنة أعراف لا وجود لها في شريعتنا السمحة الأصل والمنبت ، قال ابن تيمية رحمه الله ( ليس في كتاب الله آيه واحدة يمدح فيها احد بنسبه ولا يذم احد بنسبه وانما يمدح الإيمان والتقوى ويذم الكفر والفسوق والعصيان ) .

ولكن مع الأسف البليغ ظهرت شريعة جديدة في مجتمعنا تركت وراء ظهرها الشريعة الأم ولم تلتفت لها وسنت قوانين ليس لها من الأساس أصل ونجم عن تلك السنن ظلم ومظالم و ظلمات ، ومن مظاهر تلك التشريعات تزويج البنات ممن هم كفء لهن من جهة النسب مع تجاهل الجوانب الأخرى في أغلب الأحيان كالتقوى والصلاح والكفاءة بينهم و أن وجدت الجوانب الأخرى ولكن الأساس النسب وهذا واقعنا الأليم في مجتمعنا الكويتي لأنهم يأخذون الدين بالوراثة كما فهمه آباؤهم و أجدادهم ولم يتثبتوا منه ، ويتحججون احياناً بحديث ( تخيروا لنطفكم ، وانكحوا في الاكفاء ...) وهذا الحديث من سلسلة الأحاديث الضعيفة للشيخ الألباني رحمه الله ، وأحياناً كثيرة يتم تزوج البنت بالاكراه إذا ما رفضت صاحب الحسب والنسب أو إذا ارتضت بزوج كفء لها تقي وصالح ولكن ليس من قبيلتها أو عائلتها فهنا تقع الطامه الكبرى ، فالرسول صلى الله عليه وسلم زوج سليمان الفارسي من عرب الجزيرة وبلال الحبشي والحبشة هي اثيوبيا حالياً في افريقيا ، ونجم عن هذا الفعل اضرار حيث نسبة العنوسة في مجتمعنا ازدادت لأن الزواج محصور بدائرة الحسب والنسب وشرط من شروط تزويج البنات وارتفاع نسبة الطلاق لأن الأساس خطأ ويمتد هذا الضرر للأبناء .
وقد قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :


الناس من جهة الأباء أكفاء
أبوهم آدم و الأم حواء
فإن يكن لهم من أصلهم شرف
يفاخرون به فالطين والماء
وقيمة المرء ما قد كان يحسنه
والجاهلون لأهل العلم أعداء
فقم بعلم ولا تطلب به بدلا
فالناس موتى و أهل العلم أحياء

السبت، 21 مايو 2011

التطرف

في يوم من الأيام مرت على مسامعي كلمة تطرف مع أني سمعتها من قبل كثيراً ولكن ذاك اليوم شاء فكري وقلمي ان يتطرق لهذه الكلمة ويبحث عن معانيها ويطلع على أسبابها وماهيتها بشكل شامل ، و أعرف و كلي يقين ان أول ما يخطر في ذهنكم بعض الرموز والارهاب وو...، ولكن للأمانة اهتماماتي بالمشرق والسياسة بالمغرب و ان كان لي بعض التطلعات و الآراء ولكن ليس هذا قصدي ولا ناقة لي ولا جمل في أي نوع من أنواع التطرف ولا رب لي إلا الله و لا دين لي إلا الإسلام ولا إنتماء وولاء لي إلا للكويت والعروبة ، وبما أنني بنت و أنثى لي نظرتي الخاصة التي أحياناً يغلب عليها طابع الاحساس ويفوق العقل ويخالف نظرة أي ذكر .

بداية ما التطرف ؟؟ هو مجاوزة كل شيء بشكل غير طبيعي وهو الغلو والتنطع والتشدد والمبالغة والميل عن كل وسط معتدل ، والتطرف أنواع منه الديني والسياسي والفكري والإجتماعي والعرقي ...، وهو غير مرتبط بالفعل انما فكر في فكر وغلو بالرأي وعدم الاهتمام بالرأي الآخر ايماناً منهم أي المتطرفون أنهم هم أهل الصواب الخالص الصافي الذي لا يشوبه أي خطأ متناسين أنهم بشر خطاؤون وجل من لا يخطئ ، فمن صوره التطرف الإجتماعي أي الأفعال الإجتماعية الفاسدة كالرشوة والتطرف العرقي أي المبالغة في تقديس العائلة أو القبيلة أو الميل إلى مجارات من ينتمي إلى نفس عرقهم سواء كان العرق القوقازي أو الزنجي أو المغولي متناسين قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( يا أيها الناس ألا ان ربكم واحد وان اباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى )) وكذلك التطرف الديني وهو التشدد والغلو بالدين مع ان رسولنا الكريم قال (( ان الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ...)) والوسطية لب هذا الدين وعقله والاعتدال أهم سماته و إلا لما قال الله تعالى في كتابه الكريم " وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ..." ، وكثيرة هي صور التطرف و أنواعه ولكن يرجع الباحثون نشأته عند أي إنسان و أسبابه إلى حرمان الطفل من أحد أبويه أو كلاهما وهو صغير أو الحرمان الإجتماعي أو صدمة حدثت له في الطفولة وكبر وتعددت العوامل التي جعلته يسلك المسالك غير السوية والبعيدة كل البعد عن الاعتدال والراحة النفسية فانتهج نهجهم واصبح متطرفاً بمعنى الكلمة لذلك كثرت الفتن والنزاعات والخصومات ، وبالنهاية أجمل أبيات أقدمها لكم كي تنتهجوها في هذه الحياة أبيات لشاعر الابتسامة والأمل إيليا أبو ماضي :
     
      حرٌ ومذهب كل حرٌ مذهبي
                   ما كنت بالغاوي ولا المتعصب
     أني لأغضب للكريم ينوشه
                   من دونه و ألوم من لم يغضب
    وأحب كل مهذب ولو انه
                  خصمي و أرحم كل غير مهذب
   يأبى فؤادي أن يميل إلى الأذى
                  حب الأذية من طباع العقرب

الأربعاء، 18 مايو 2011

كرامة جنس حواء

لكل كائن في هذا الوجود جرت فيه روح الله كرامة كائن من كان عاقل غير عاقل إنسان حيوان طير نبات ....، وبما أننا عقلاء ننتمي للإنسانية فالأحرى الحديث عما يندرج تحت كلمة الإنسان بعينها من كرامات مثل كرامة الرجل والطفل والمرأة و..و...، وأخص بالذكر جنس حواء المغلوب على أمرها أحياناً قليلة و أحياناً كثيرة مع أنهن كرمن ورب الكعبة !؟ من دستور نزل من فوق سبع سموات ومن كلام المختار عن طريق وحي كريم من الله جل جلاله منذ أكثر من 1400 سنة ، وفي الوقت الحاضر لم يبق مؤتمر إنساني أو حقوقي إلا ويشيد مع التأكيد و الإصرار بأن لكل أنثى كرامة وحقوقا ، ومازلت أستغرب من بعضهم عندما يتساءلون عن أن هل للمرأة و الأنثى بشكل عام حقوق وواجبات ومطالب غير حق السكن والمأكل والمشرب واللباس ، والله أمر عجيب نحن في الألفية الثالثة بالتحديد القرن الواحد والعشرين ومازلت أستمع لمثل هذه التساؤلات والجزم بأن تلك هي مطالب جنس حواء وحقوقهن الوحيدة ، وكأنها أجلكم الله بهيمة تساق كيفما يريد السيد الرجل و أقصى مطالبها هي مطالب البهائم من مشرب ومأكل و أمان وكان الله غفورا رحيم ، هنا أقف وقفة المرأة ياجنس آدم أمك وأختك و زوجتك وبنتك ...، وكذب من قال أنها نصف المجتمع بل هي كل المجتمع لولاها لما كنت موجود ولا كان للحياة طعم ولاجود ، بإختصار هي نبض الحياة والبسمة عندما تكون وحيداً و هي الأم التي تتجرع آلام الحياة و نوائبها لأجل أن تكون ابنا مثاليا أو زوجا مثاليا من باب وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ,

ولبيان أن للمرأة حقوقاً وواجبات حالها حال الرجل ما جاء في الكتاب العزيز من قوله تعالى "  ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف " وهذا دليل واضح وصريح من الله تعالى ان المرأة والرجل متساوون بالحقوق والواجبات إلا ما فضل الله بعضهم على بعض بسبب إختلاف الطبيعة الجسمانية ، وماهي مطالب الأنثى في هذا العصر ؟؟ الذي تسارعت فيه وتيرة التطور بصورة مذهلة وتسابقت الأمم لمواكبة كل الشعوب المتقدمة بغرض البقاء للأفضل و الأحسن ، سؤال بسيط وكلي إيمان بأن جوابه موجود عند الأغلبية ، من وجهة نظري ومن وجهة نظر كل من يدعي أنه من جنس العقلاء ان حقوق المرأة في هذا العصر كثيرة و أذكر أهمها مثلاً حق التعليم واختيار الاختصاص الذي تقتنع به وتحب ان تدرسه حتى يكون الإخلاص بالعمل إذا ما انهت الدراسة حليفها وحق اختيار الزوج وحق اتخاذ القرار في شؤون حياتها المختلفة بما أن الحياة حياتها وهي التي سوف تحياها بطولها وعرضها وحلوها ومرها وو...، كثرت الحقوق والغاية واحدة هي احترام كرامة جنس حواء الكامنة في اعطائها حقوقها وقد قال صلى الله عليه وسلم (( ألا واستوصوا بالنساء خيراً ... )) والله لو ذكرت كل الشواهد التي تشير وتؤكد وتقدس بأن للمرأة كرامة وحقوق لامتلأت صفحات هذه الجريدة وليس مقالي المتواضع . 

الاثنين، 2 مايو 2011

لولا الأمل

لولا الأمل ما أسود الغمام و أمطر غيثاً ، لولا الأمل ما تفتحت أزهار الشمال والجنوب والشرق والغرب بعد أن أكلت أشعة الشمس أوراقها ، لولا الأمل ما استمر أطفال الحجارة برمي الحجارة ، لولا الأمل لكنا أعداء الحياة ، لولا الأمل ما توارت شمس دنيانا وراء الجبال و أشرقت في اليوم الجديد ، لولا ولولا ولولا الأمل .

سؤال أنحن باقون إلى أبد الدهر؟ طبعاً لا نحن أموات أبناء أموات شئنا أم أبينا ، وهل هذا الزمان شيء ثابت أي لا تتغير الأحداث فيه والعصور و الأجناس فلو أن الزمان ثابت لما سمعنا الجملة الشهيرة (( التاريخ يعيد نفسه )) ، صحيح ربما الأحداث تعيد نفسها ولكن هل أنا وأنت و أنتم مكررون ، بالمنطق نحلل الأمور ، الله تعالى أوجدنا مختلفين لدرجة أن الأخوة التوأم لاتتفق أفكارهم ولا ميولهم أي نحن مستقلون ، إذا غير مكررين و حياتنا واحدة والرب واحد ولن نحيا إلا هذه الحياة ، فلماذا ولماذا وايضا لماذا ؟ نرضى بالحال دون رقي و إقدام وإقبال ، مثال إذا ما فشلنا رضينا بالفشل ولم نساهم في التغير و إذا ما حزنا اصبحنا أسرى في سجون الحزن و إذا ما ظلمنا نسينا أن فوق كل ظالم رب شديد العقاب ، لماذا دائماً الحياة في نظرنا سواد في سواد صحيح انها وتيرة متكررة وكل يوم تشرق الشمس وتغيب والأيام مكررة ، وكذلك المناسبات والأحداث ، ولكن نحن لسنا مكررين بيدنا التغير حتى لو الحزن تغلب علينا احياناً وكبت على انفاسنا ، دائماً هناك بدائل لكل شيء وفرص جديدة بالحياة و أقصر طريق للوصول (( الأمل )) والسعي الدؤوب و الإجتهاد .