السبت، 31 ديسمبر 2011

2012 حياة و حرية




السلام عليكم

كل عام والجميع بأمن و امان وحب وسلام و ود و تآلف و هناء

اسأل الله العلي العظيم أن يجعل سنة 2012 سنة سقوط كل الأنظمة المستبدة و سنة حرية الشعوب و أن تشرق شمس الحرية و الحياة في كل البقاع العربية و الإسلامية و أن يحفظ بلادي الكويت من كل سوء .


http://youtu.be/C8hTqXwt5us  ايليا أبوماضي / كلو واشربوا

الأحد، 18 ديسمبر 2011

إلا الكويت 2

عندما يتعلق الأمر بالوطن يصبح كل شريف أنقى من النقاء بعينه ، عندما يتعلق الأمر بالوطن تثور كل النفوس الصادقة ، عندما يتعلق الأمر بالوطن نقدم ارواحنا بلا مقابل ، و عندما يتعلق الأمر بالوطن نصبح كلنا كويتيين سنة و شيعة بدواً و حضراً و كل التيارات و الطوائف ، فلا يختلف اثنان بأن الفساد موجود في كل مؤسسات الدولة و لكن أيعني هذا أن نتجرد من العقلانية ؟؟ و ان نبدي الرأي بطريقة غير حضارية ؟؟ فأصعب الأمور و ايسرها تحل بالعقل و لا شيء سوى العقل و الروية ، فما بال البعض انتهك حرمة مجلس الأمة و تمادوا بالفعل و القول ؟ ان هذا الأسلوب و الحاصل لا يمت بصلة قريبة أو بعيدة بأدب المطالبة و ايصال الصوت إنما همجية أخلاقية تجاوزت كل الأساليب الحضارية ، فلا خير بأفراد أحدثوا فتناً بأوطانهم و لا خير بنواب قبلوا بما حصل ، فالوطن أمانة بالأعناق أأنتم كفؤ لتلك الأمانة ؟؟ أوجدوا لي دولة بالعالم تعطي كما تعطي الكويت للكويتين ، نتفق بأننا نعاني من نقائص كثيرة و لكن تعلمنا في ربوعنا الغالية بأن نوصل اصواتنا و مطالبنا بأساليب أخلاقية من الدرجة الاولى لا تتخللها همجية أو قلة أدب منافية للأخلاق الوطنية الواجب توافرها في كل مواطن ، لذلك (إلا الكويت إلا الكويت )  فالكويت خط أحمر بوجه الفتن و محظور عليها التصرفات اللاواعية .

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

تصبحون على وطن

صوت شجي و لحن نقي و كلمات جميلة تلك التي كتبها محمود درويش و صدح بها الصوت الإنساني الشجي ذو اللحن النقي مارسيل خليفة و ما شدني أكثر هو عنوان تلك القصيدة (( تصبحون على وطن )) و كأن ذاك الوطن صعب المنال حتى يصبحوا عليه عناصره سحاب و شجر و سراب وماء حاله حال كل الأوطان ، نعم ربما كان صعب المنال في السابق اما الآن فلا و ليبيا تشهد على ذلك وكل ذرة تراب في صحاريها وهذه بشرى ووالله ما نقشت كلماتي في مقالي هذا إلا لأنني أحبكم يا أهل الشام المجيدة و أهل اليمن السعيدة فربما أمر السياسة لا يهمني كثيراً و أمري يقتصر على المهم و الأهم وتناتيف من هنا وهناك لأن المآسي البصرية في شتى القنوات الفضائية تبث في النفس مآسي حسية تعتصر الفؤاد ، لكن يأبى قلمي إلا ذكركم و أن يثني على رجولة ثواركم فنعم البطون اللائي حملنكم رجال أبت كرامتهم العبودية و الاستبدادية و الدكتاتورية و كل العبارات اللانسانية فغايتهم أن يصبحوا على وطن مثل كل الأوطان حتى لا تكون الغربة ملاذهم و العوز حالهم والضنك و الضيق يحوم بينهم مع أن أوطانهم يكمن ويوجد في باطنها و ظاهرها و كل تضاريسها خيرات تغنيهم و تغني أجيالاً كثيرة تليهم فالغاية وطن و الحرية في ربوعه والشعور بالوجودية في أحضانه ، لأجل ذلك انتفضت كل نفس كريمة عاشقة للحرية راغبة بالوجودية صادحة بالانسانية قائلة و بكل فم مليان نحن هنا نحن شعوب ارادت الحياة فلابد أن يستجيب القدر لارادتها حتى لو نقدم ارواحنا فداء و نبذل كل أموالنا ونخسر أبناءنا و أسرنا فخسارة كل شيء تعوض إلا خسارة الأوطان و العيش بها كمواطن لا كتابع مقيد خائف حياته تشوبها العبودية اللامباشرة و تنعدم بها ادنى درجات الديمقراطية ، لذلك بارك الله كل نفس منتفضة ثائرة راغبة بالحق والوطن .

الخميس، 17 نوفمبر 2011

إلا الكويت

عندما يتعلق الأمر بوطني أصبح سنية كويتية وشيعية كويتية وبدوية كويتية وحضرية كويتية وكل التيارات ملحوقة بكويتية
(( هنا الكويت )) أي الكويت ولا شيء غير الكويت بلد لا ولن أجد مثيلاً له اتفق أن الفساد في كل المؤسسات و لكن الأمور تحل بلغة العقل ولا شيء سوى العقل فما بال البعض انتهك حرمة مجلس الأمة وتجردوا من العقلانية ؟؟؟؟ إلا الكويت إلا الكويت
إياكم و الفتن .

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

بلا هوية

كلمات هائمات بالأعماق ، أسئلة كثيرة و أجوبة قليلة فأدركت أن الذي أنا به شيء طبيعي جداً لأن البشرية جمعاء تحب التساؤل لكن أسئلتي هذه المرة بعثت في نفسي أشياء لم اعهدها من ذي قبل ملكت أركاني و جوانبي ، فقد صقعت بتلك المعلومة أثناء مشاهدتي لأحد البرامج معلومة تتعلق بفئة تحيا بلا وجود ، قد ذكرت تلك المذيعة أنه يتواجد بالعالم وفي قارات الدنيا السبع 12 مليون شخص يحيا بلا هوية رسمية أي أن وجوده وعدمه واحد أو يحيا على الهوامش الحياتية ! مجرد من كل الحقوق المتعلقة بالكرامة الإنسانية التي خصها الله تعالى لبني آدم عن سائر مخلوقاته والدليل قوله تعالى : (( ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر و رزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )) الاسراء (7) ، وما بعد حقيقة الله تعالى حقائق أو تأكيده تأكيد فالصورة  جلية واضحة ظاهرة كالشمس في أول النهار أي أن هذا الإنسان له حقوق وكرامات ابسطها حق الوجود لأنه من الأساس موجود حاله حال أي فرد يمتلك هوية ، و لا أقصد فئة معينة هنا وهناك ولا أميل لتحيز مع البعض دون البعض لكن المقصد هو الإنسان و الغرض هو الإنسان أين ما كان وحيث ما كان ، فكل عاقل يقبع في مشارق الأرض ومغاربها وشمالها وجنوبها يؤمن إيماناً عميقاً أن لكل إنسان حق التعليم وحق اثبات الوجود و حق الزواج وحق الذهاب والإياب و التصرف من دون خوف وحق الأمان الاجتماعي و الحقوق الفكرية و الحقوق الصحية وكل حق يمتلكه غيره ممن يمتلكون تلك الهوية أو الضوء الأخضر للأنطلاق للحياة الكريمة ، وهذه ظاهره جداً منطقية لأن الإنسان لا يطلب شيئاً أكثر من حقوقه فما بال البعض عسر و زجر ونفر وستنفر  بوجهه وجعل طريقه وكل مسالكه مظلمة و حياته كذلك ، فهذا شيء اقره الله تعالى و لا يحق لأحد سلبه واستباحته وتعسير أشكال الحياة وألوانها و تضييقها عليه وعلى الفئة التي ينتمي لها حتى لو جلبت تلك الفئة عدمية تواجد هويتها بكلتا يديها ، اتفق أن البعض جنى على نفسه بنفسه لكن هناك منهم مجموعة كبيرة تظافرت عوامل كثيرة ضدهم و منهم مظلوم ليس له دخل بما حصل فكل ما في الموضوع أنه دخل هذه الدنيا بعد خروجه من رحم أمه ليجد نفسه بلا هوية ، ومهما كان السبب لفقد الضوء الأخضر أو اكسير الكرامة فالفرض تعريفهم لأنهم ليسوا نكرة فهذه حقوق ربانية ثابتة ، فمنهم نوابغ و منهم علماء و منهم فطناء و عباقرة يفتقدون التعريف و الاهتمام و إتاحة الفرص التي ربما لو نالوها لساهموا بابتكارات عديدة تفيد البشرية لذلك نرجو إعادة النظر .

السبت، 12 نوفمبر 2011

عمليات التجميل

كثر في الآونة الأخيرة تفشي عمليات التجميل بشكل ملحوظ و اصبح حدث وحديث الساعة ، حدث اذا ما كان فاعلوه بعض المشاهير و حديث اذا ما أكل أوقات وساعات جنس حواء في الخوض به والتحدث عنه لدرجة كبيرة تبث في النفس العشرات من الأسئلة ، و ما دفعني وهيج قلمي لذكر مثل هذا الموضوع كثرة الحديث عنه في مجالس النساء و ايضاً التقاء احدى وجنتي مع وجنة مصطنعة اثناء تقديمي التحية لواحدة ممن تأثرن بتلك العمليات لدرجة اشعرتني بحرارة و ألم ذاك الالتقاء من شدة قساوة تلك الوجنة !! ويقال انها عملية تجميل ! أي تجميل هذا ، فالجمال شيء أسهب في تعريفه ومفهومه الكثير ولا أستطيع أنا أو غيري حصره في كلمات وعبارات رنانة جميلة دائماً نسمعها بل يتعدى الماديات والظاهر فهو كل ما يبعث في النفس السرور و الاعجاب سواء اكان جمالاً مادياً أو أخلاقياً أو روحياً أم غيره ولا يحصر في جمال الوجوه كما اصبح متعارف عليه الآن لدرجة أني سمعت من البعض أن عيادات التجميل دائماً مزدحمة ! وهذا الحاصل يبعث في نفسي تساؤلاً و ربما في نفس غيري ايضاً وهو كالآتي : ياترى هؤلاء من احدثوا تجميلاً لتضاريسهم و ملامحهم و أضافوا أشياء و أنتزعوا أشياء عندما يرون أنفسهم في المرآة هل حقاً يرون ذواتهم التي كانت معهم و اعتادوا أن يروها وهم صغار في اليوم أكثر من مرة ام سوف يناظرون أشخاصا مصطنعين تلبسوا ذواتهم الأصلية وجردوها من أصالتها التي عرفوا بها أنفسهم منذ الصغر و عرفهم الآخرون بها ، وكثيراً ما يراودني هذا السؤال لدرجة تستوجب الحيرة فالأمر ليس قاصرا على النسوة التافهات فإنه يشمل ايضاً الفئة الواعية والطبقة المثقفة كذلك ! وقد تجاوز الأمر الأفواج الكبيرة من جنس حواء ليتربع في ميادين الرجال !! فصدق القائل (( شر البلية ما يظحك )) أين الرجولة ؟ فدائماً هكذا نحن العرب أمة الانجراف خصوصاً المجتمعات الخليجية التي لا تدري ماذا تفعل بأموالها الفائضة فوجدت الحل الأمثل عيادات التجميل !.


فأنا لست ضد تلك العمليات اذا كان الغرض منها شيئاً اساسياً لا بد منه كالتشوه أو عيب خلقي أو تجميل اماكن تضر بالهيئة العامة للفرد فهنا الواجب فعلها أما سوى ذلك فمع احترامي ( كلام فاضي ) ، فتبارك الله أحسن الخالقين فإنه جميل يحب الجمال و أوجد الجمال بمواضع عدة في الإنسان فإذا لم يكن الجمال بالوجوه تجده في الروح و اذا لم يكن هنا تلقاه هناك و اذا انعدم في هذا الموضع ربما يكون في الموضع الآخر ، ويستحيل أن تجد انسانا يفتقد للجمال فإن قل في مكان تجده في مكان آخر سواء كان مادياً أو أخلاقياً أو روحياً أو أو ، و آخر كلامي دعوة لشعراء هذا الزمان أي زمان عمليات التجميل فقبل أن تعزموا النية على التغزل بمن سرقن ألبابكم من جمالهن تأكدوا اذا كان ذاك الجمال ربانيا أم مصطنعا !!.



الأحد، 30 أكتوبر 2011

الاستبداد أساس كل فساد

الاستبداد أساس كل فساد ، ما أعمق أغوار و أصدق تلك المقولة وما أنبل فكر وتوجه قائلها عبدالرحمن الكواكبي رحمه الله ، فعلاً هي خير ما  نسقطه على الواقع الأليم الذي نحياه في بعض الأقطار العربية مما ساهم في توليد ثورات متتابعة ومتعاقبة فقد أنّت تلك الشعوب من الظلم وبلغ السيل الزبى في نفوسهم ، فما أصعب أن يكون الفرد مظلوماً ومستباحة بعض أو كل حقوقه وهو في قعر داره وما أقسى عدمية تواجد وجوده وهو في وطنه ! ما غرس في نفوسهم أن بلدانهم عامل طرد لهم و أن الإنسانية وحقوقها ضائعة في أوطانهم فتوجهوا بوجوههم وطاقاتهم وكفاءاتهم شطر البلدان التي ترفع شعارات الإنسانية وتدعو لها وفعلاً الموضوع يتعدى الشعارات فهو واقع مطبق و الإنسانية هناك متواجدة حتى في السجون ! فهم يعاملون السجناء من مبدأ كل بني آدم خطاء وحبسهم وسجنهم عبارة عن اعادة تأهيل الذات من جديد واحترام الحقوق المجتمعية وادراك الحقوق الفردية و تعزيز المبادئ الإنسانية التي ربما افتقدها بسبب ظروفة الإجتماعية سواء تفكك أسري أو عدمية  تواجد قدوة أو أو ... فهناك والله تكمن أخلاق الإسلام وهم غير مسلمين و في بعض أقطار المشرق العربي يتواجد الظلم والاستبداد وهم مسلمون ! وهذه المقولة ليست حصراً على الواقع السياسي الذي نحياه و لكن هي فعلاً حقيقة ، فتواجد الظلم و الاستبداد هو أصل كل فساد حتى على الصعيد الشخصي فظلم الإنسان لنفسه يسلكه طرق الفساد و الظلم الأسري مسلك للانحراف والظلم الحاصل في المؤسسات و الوزارات ورواج فيتامين (( واو )) الواسطة ساهم في نشر الفساد و الأحداث الأخيرة هي أكبر دليل هنا في بلادي ووو... فلما نهوي بأنفسنا نحو التهلكة مادمنا قادرين أن نحيا بنقيض الاستبداد والظلم ؟ .

الخميس، 27 أكتوبر 2011

التفاخر بالأنساب منذ الابتدائية !

بالحياة هناك محطات و احداث و مواقف وتصرافات و أفعال صادرة ممن هم حولنا تستدعي الكثير من التساؤلات بمراحل أعمارنا المختلفة تصرفات احياناً تكون غريبة و احياناً تكون جنونية و تارة تكون واقعية و من ثم تصبح لا انسانية وبعد حين تصبح هستيرية و بعد قليل تصير عقلانية وهكذا ، مواقف و أفعال صادرة انغرست في ذاكرتي و أقسمت أن تكون ذكريات معي و أن كنت لا أحبذها ولا أحبذ المبدأ القائمة عليه ، ومن تلك الذكريات العفنه سياسة التفاخر بالأنساب بطريقة تستدعي الاشمئزاز و المتجذرة أو التي جذرت في أعماق الأبناء و صارت جزءاً لا يتجزأ من شخصيتهم فلا ولن انسى نظام الأحزاب والجمعات عندما كنت بالمرحلة الابتدائية أو ما أقصد به التجمعات والصداقات القائمة على أساس أن هذه البنت تنتمي لنفس قبيلتي أو عائلتي أو اشترك معها بالكرامات العائلية و لن انسى ايضاً النضرة الدونية الصادرة من بعضهن لبعض و تحقير من هي لا تنتمي لنفس تيار العائلة وهذا كله بفعل الآباء والمربين من غرسوا بهم روح الأنانية و التعالي وحصر الأفضلية لذات ولنسب الكريم فقط ! وكبرت أمهات المستقبل وكبرت معهن تلك السمات الذميمة !! و غرسنها من جديد في أبنائهن و يعيد المنوال نفسه  و روح العنصرية تطغى من جديد على الأجيال القادمة وبالعامية (( لا طبنا ولا غدا الشر )) أي النزاع و التفرقة باقية شئنا أم ابينا رضينا ام عصينا ، فما أجمل أن نفتخر بأجدادنا و انتماءاتنا لكن بعقلانية وما أقبح أن نجعل مقياس الأفضلية لابن العائلة الفلانية أو القبيلة الفلانية  ، ووالله أن هذه السياسة المتبعة أحدثت مظالم كثيرة في شتى المجالات وكل الأصعدة لذلك علينا أن نعيد النظر ونحيا بلغة العقل لا الأصل ، و أجمل ما يعبر عن ما يلوج ويموج في خاطري هذه الأبيات للأمام على بن أبي طالب كرم الله وجهه :

أيها الفاخر جهلاً بالنسب
انما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة
ام حديد ام نحاس ام ذهب
بل تراهم خلقوا من طينة
هل سوى لحم وعظم وعصب
انما الفخر لعقل ثابت
وحياء وعفاف و أدب



الخميس، 6 أكتوبر 2011

ادفع ..تنفع

كنت خلف نافذة الغرفة بيني وبين الشجر زجاج تلك النافذة العريضة التي تظهر الصورة بوضوح وكنت أراقب كيف يداعب الهواء أفنانها و أوراقها فتذكرت ذاك الشجر عندما كان شجيرات صغيرة ورأيت كيف هكذا نما وكبر واصبح يجاوزني بطول وتذكرت ايضاً عندما غرس وكان من الاساس لا شيء ليس إلا مجرد بذرة و الأيام مع الماء هي الكفيلة باظهار صورته الحاليه ، كما الإنسان نطفة من ماء مهين ومع الأيام أصبح هي وهو و أنا و أنت و أنتم لكن الفرق بيننا وبين الشجر أننا نعقل ونحلم ونحب ونطمح و نتأمل ونفكر ونسعى و نجتهد ونبني وو..لكن كل هذا مع جهدنا وبذلنا فلا ولن نبلغ القمم ونكبر ونحن في أماكننا ثابتين نولد ونحن في مكاننا ونكبر ونحن كذلك ونشب في نفس المكان ونكهل ومازلنا صامدين !! وترتسم خطوط الزمن و خرائطه على وجوهنا وجسدنا ونحن قابعون ولا أعمم لكن أقصد الفئة المتخلفة في الاقدام والطموح المقتنعة قناعة تامة بأن الواقع لن يتغير و أن تغيرنا الفئة التي دائماً اسميها رسل الفشل والسلبيات و الاحباط الناظرة إلى الدنيا الواسعة والكون الرحب من منظور ضيق جداً تحصره في يومها !! و كأن الغد ظلام دامس حرام علينا نحلم فيه ونطمح به بحجة ان الغد بعلم الغيب عش يومك فقد وربما نموت اثناء سعينا اليه وهذه كلها ادعاءات مع احترامي للفشله رسل السلبيات ومندوبي الهم فقد قال صلى الله عليه وسلم (( ان قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل )) وقال عليه السلام (( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا )) فما أكثر المعسرين والمنفرين في هذا الزمن سواء كانوا مقربين أم بعيدين فكلهم يمدون النفس بشحنات سوداء تأبى أن تحيا وسط النور تستظل تحت خيمة الاحباط واللا استطيع ولن استطيع خيمة حشوها الهم والغم و الأرق والخوف تخرجنا منها بشهادة الفشل الدائم مع مرتبة الشرف ، لكن العظماء ومن تركوا بصمة في هذه الحياة حرموا على أنفسهم الإنصات لمثل هؤلاء ومن أمثلتهم الشيخ الكهل ذو ال63 عاماً صاحب أشهر سلسلة مطاعم بالعالم السيد كنتاكي الذي جاب الولايات الأمريكية مطعماً مطعم ليعرض خلطته السرية علّ وعسى ان يقبلوا بها وبعد جهد جهيد و اقدام وعدة محاولات فاشلة بلغت 1008 محاولات نجح في المحاولة رقم 1009 ولم ييأس ولم ينصت للمحبطين واصر وأن تقدم به العمر فكانت النتيجة نجاحاً كاسحاً على مستوى العالم ، وكذلك أنيشتاين صاحب النظرية النسبية الخاصة والعامة الذي كان يعاني من قلة القدرة على الاستعاب اثناء طفولته ويشاع أنه رسب في مادة الرياضيات مع أنه اصبح فيما بعد عالماً في الفيزياء التي كثيراً ما تعتمد على الرياضيات و الأمثلة كثيرة لكن أتيت بشخصيات قريبة يسمع عنها الكثير و لكن لا يعلمون أنهم فشلوا حتى ذاقوا طعم النجاح والتاريخ حافل بأمثالهم ، لذلك علينا أن ندفع حتى ننفع أي نمد أنفسنا وغيرنا بشحنات ايجابية عن طريق التحفيز أو الثناء أو الانصات أو التفهم أو أو حتى نسابق الركب و نعيد مجدنا ونساهم في احداث صحوة شبابية لأن الفئة الشابة لكلا الجنسين وقود الأمم .

السبت، 24 سبتمبر 2011

الطاووس

الطاووس نوع من أنواع الطيور كثيراً ما يشبهون الإنسان المغرور به ولا اعلم السر ربما لأنه يفرد مازانه الله تعالى به ويمشي متمخترا و كأنه يعرض ذاك الجمال الرباني ، وليست قضيتي هل الطاووس مغرور أم لا فالمنطق يقتضي أن نؤمن بأنه كائن غير عاقل لا يفقه تلك الصفه الذميمة التي غالباً ما تتواجد بنا نحن بني البشر من كلا الجنسين صغيرنا وكبيرنا فقيرنا وغنينا عالمنا وجاهلنا ولم يسلم منها إلا من رحم ربي اسأل الله تعالى أن نكون منهم ، فالغرور والكبر والخيلاء والكبرياء الفائض عن الحد الطبيعي كلها مرادفات لمعنى واحد وهو الكبر أي تضخيم الأنا وستصغار النحن أو مرآة تعكس صورتنا بطريقة غير معتادة تجردنا أثناء ذاك الانعكاس من الضمير الذي هو معنوي وتظهر لنا الشكل بصورة جميلة فوق العادة أي تضخم ما هو مادي ، و للكبر مصطلحات وتعريفات كثيرة علمية ونفسية ولكن أتيت بما استخلصه قلمي ، ومن بشاعة وذمامة تلك الصفة أنها تجردنا من انسانيتنا لأجل الذات وتحرم علينا الإيثار وتجعلنا من أصحاب الأثره لأجل ابراز وجودنا واظهاره شاء العالم ام ابى ذاك الوجود والأمثلة كثيرة على ذلك ... وقد قيل : لا يتكبر إلا كل وضيع ولا يتواضع إلا كل رفيع وقال صلى الله عليه وسلم (( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثال ذرة من كبر ...)) والذرة هي شيء من صغره ودقة حجمه لا يرى بالعين المجردة .

فيالا بشاعة تلك الصفة التي تنسينا انسانيتنا وتأخذنا إلى عوالم مجهولة قد تهوي بنا إلى أسفل السافلين ، جميل أن نثق بأنفسنا و قدرتنا ونعلم مالنا وما علينا لكن القبيح أن تفيض تلك الثقة لدرجة الكبر ونتدخل بكل ما نعلم وما لا نعلم من باب الغرور واظهار و ابراز الأنا ، وقد قيل : عجبت لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبر ،  و آخر كلامي حديث ودعاء قرأته قبل مدة قريبة فأعجبني و أردت أن انقله لكم قال صلى الله عليه وسلم (( اللهم ألهمني رشدي و أعذني من شر نفسي )) .

الأحد، 18 سبتمبر 2011

شجرة التوت ... والبعض

لشجرة التوت معي قصة عندما كنت في السابعة أو الثامنة لا اذكر بالضبط العمر ، ولكن اذكر ذاك الحدث عندما كنا في احدى قرى جنوب سورية التي تربطني بها ذكريات وصديقات عشت بها أيام طفولية صيفية جميلة ونسجت بذاكرتي ذكريات و أحداث كثيرة ، ومن تلك المواقف والأحداث الموقف الذي اسميته شجرة التوت والهبوط كنت صغيرة عندما ذهبت لبيت الجيران كعادتي اليومية بيت قروي متواضع امام بيتنا يتكون من طابق واحد مكتظ بالبنات ، وفي آخره كان هناك درج يقودنا إلى السطح الذي اعتدنا أن نجلس به نستمتع بالهواء الذي يأسر القلب ونتأمل القرية وبيوتها و نأكل من عريش العنب الممتد من أرض المنزل ، و أثناء صعودنا لسطح في منتصف الطريق كانت متواجدة شجرة توت للبيت الذي خلفهم تطل بأفنانها على بيتهم مثمرة تلك الشجرة شهي ثمرها وبحكم طفولتنا و شقاوتنا التي يغلب عليها اللاعقل على العقل كنا نأخذ من ذاك التوت و ذات مره اشتهيت توتة متدليه من فنن بعيد لا اقدر أن اصل إليه حاولت مرات ومرات لكي أجره نحوي لكن بلا جدوى ، وفي آخر محاولاتي و أنا ماده يديّ وكل جسدي سقط من أعلى الشجرة إلى أسفلها ووجد نفسي في بيت المجني عليهم خائفة من فعلتي الشنيعة والذميمة فنهضت بحركة سريعة متجه نحو بيتنا تارة أهرول وتارة أجري وتارة أعرج حتى وصلت ولا اذكر للأمانة بعدها ما حصل .


وتذكرت هذا الموقف بعد مرور سنوات عليه وربط بينه وبين البعض في عصرنا الحالي وحتى تكونوا على بينة ليست علاقتي وطيدة في سماء السياسة وليس لي صولات ولا جولات ، ولكن شفافية التعبير هي المحرك وإيماناً مني بأن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، فقلت في نفسي ياترى هؤلاء البعض ممن هم في فكري كم مرة يجب أن يسقطوا من شجرة التوت حتى يدركوا شنع فعائلهم أو شجرة التوت شيئاً رقيقاً على جبروتهم ربما يجب أن يسقطوا من قمة افرست مثلاً التي هي بحجم ظلمهم الآف المرات ، فمنهم من سود الله وجهه قبل نهايته ومازال متشبثا بالحكم ، ومنهم من عرف عنه أنه مصاص دماء لا يفرق بين صغير أو كبير وايضاً لا زال متشبث بالحكم ، ومنهم من أشتهر بالأقوال المضروبة ونعت شعبه بأصحاب الرؤوس المقملة !! ومع ذالك ما زال متشبثا بالحكم ، وهذا العجب العجاب !! و كأن الشعب عبيد والأرض ملكية خاصة أو كأن سياسة التفويض الالهي تعود من جديد ، لكن لا إلى أوروبا بل بأرض أعزهم الله بالإسلام ! .

الجمعة، 12 أغسطس 2011

لماذا أنت أب ؟

ما معنى أن يكون للمرء أب ؟ سؤال يتكون من نصف جملة أو أقل لكن جوابه له أبعاد وكليات وفروع متشعبة وفرائض ووجبات لا تنتهي ولا تنقضي إلا بمفارقة الحياة ، لأن الأبوبية حمل ثقيل ليس سهلا ولا بسيطا كما يتصوره المزواج ومحبذو  الانفصال على أتفه الأسباب أو من دخلوا أقفاص و أعشاش وجحور الزوجية بنظرهم قبل أن يكونوا أكفاء لبناء أسرة ، آباء ظلموا أنفسهم وظلموا أبناءهم بتقليل من شأن الأبوبية والتجرد من كل أو بعض الواجبات والحقوق التي اقرها كل دين وعرف وعادات وتقاليد ومنطق في كل الأمم وفي أي بقعة على وجه هذه الأرض الرحبة حتى البهائم أجلكم الله والطيور لها حقوق تجاه صغارها ولكن هل من مذكر ؟ 

ولا أخفي أن مجتمعي يحوي نخبة من المربين والآباء الأفاضل الذين رفعوا لواء الوطن بإنشاء أبناء أكفاء قادرين بناء الكويت حاضراً ومستقبلا ً ولكن للأسف يعدون غيضا من فيض ، آباء أدركوا أنهم مسوؤلون أمام الله تعالى والمجتمع عن تصرفات و أفعال  أبنائهم سواء صغيرها أو كبيرها لأن تربية الأبناء مرتبطة بأخلاق وثوابت وقيم الآباء أي ( هذا الشبل من ذاك الأسد ) .

لكن المرارة والألم هو الواقع الذي يعيشه هؤلاء الأبناء بهذا المجتمع ولا أعمم أبناء خرجوا من أرحام أمهاتهم الضيقة إلى دنيا واسعة ورحبة متباعدة الأطراف كي يشيدوا صروح الأماني والأهداف والطموح  لبنة لبنة تحت سقف كريم يسمى الأسرة أي أب و أم و أبناء ، لكن الصدمة الكبرى عندما ينهار هذا السقف الكريم وتنهار معه كل أو بعض الصروح وتتهشم في نفوسهم ، لعدة أسباب أولها و أعظمها و أثقلها استنكار رب الأسرة و عمودها لكل أو بعض الحقوق والواجبات المفروضة عليه بمجرد انفصاله عن الأم أو حدوث خصاما أو مشاكل أسرية و كأن طلاقه للأم يعد طلاقاً للأبناء وخصامه معها يعد خصام لهم !! وهذا العجب العجاب إلا من رحم ربي ، ومن أمثلة التجرد من الواجبات والحقوق عدم رؤية الأب الأبناء إلا بالمناسبات واحياناً يحول الحول دون الرؤية وايضا يماطل الأب في اعطائهم المعاش الشهري إذا لم يكن هناك حكم رسمي باستقطاع جزء من راتبه ولا أعرف السبب ! ربما لغاية في نفسه أو رغبه منه بإعطائهم درسا  في الذل والكارثة عندما تتصل الأم أو الأبناء طالبين زيادة المصروف لأنهم كبروا ومصاريفهم زادت ويكون الجواب ليس عندي بينما العكس الصحيح في أغلب الأحيان ليس بخلاً أو طمعاً أنماء سوء تصرف وعدم وعي واستنكار و كأنه يريد الانتقام ، ومن الأمثلة كذلك عدم حضور الأب اجتماع أولياء الأمور في مدارسهم أو متابعة دراستهم والسؤال عنهم من وقت لآخر ، وايضا تميز وتفضيل  الأب للأبناء القانطين معه عن أخوتهم الذين طلقهم بمجرد طلاق والدتهم أو استنكارهم متناسيا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (( أعدلوا بين أبنائكم ، أعدلوا بين أبنائكم )) تجنباً للكراهية والبغض والغيرة حتى لا ينتج قطاعة للأرحام مستقبلاً ، واسأل الله الهداية لكل أب و ادراك ماله وما عليه واسأل الله العظيم جنة الفردوس للأمهات الكويتيات لأنهن الأب و الأم والمربي والحاضن ووو ... ومن تكبدن عناء هذه الحياة وحرمن على انفسهم أشياء كثيرة ربما تكون طريقا لسعادتهن من أجل أبنائهن وضمان مستقبلهم .

السبت، 30 يوليو 2011

شكوى فتاة

ربما يستغرب البعض عنوان المقالة ويتساءل أي شكوى فيهم بما أن الفتيات بنظر البعض كثيرات الشكوى وشكواهن ومطالبهن لا تعد ولا تحصى و أحياناً لأتفه الأسباب كأسباب طفولية ، مثلاً لماذا لا تشتروا لي الفستان الفلاني أو الحقيبة الفلانية أو تصحبوني للمكان الفلاني و لماذا لا نسافر ولماذا ولماذا ...، شكوى ومطالب فتيات لا يعرفن من الحياة إلا ربيعها و جمالها ورونقها مفعمات بنشاط مقبلات بكل حرارة الصبا نحو مستقبل أجمل من الحاضر .

أما الشكوى التي جعلت كل الحيز لها نابعة من حرارة وغليان و ألم وحزن تحكي وقائع تتعايشها كل فتاة معنية بها وقد اقتبست عنوان مقالي من قصيدة ( شكوى فتاة ) لإيليا أبي ماضي الذي مثل واقع ومعاناة هؤلاء الفتيات بحذافيرها عن طريق إبداعه و أسلوبه الشعري الفريد من نوعه الظاهر والساطع والذي لا يحتاج لترجمان أو حسن بيان أنما وضوح في وضوح حتى تصل المعاناة بشكلها الأصلي ، وقد نظم قصيدته بلسان فتاة ارغمها ذووها على الاقتران برجل طاعن بسن وهي في ريعان شبابها ولن أغفل عن ذكرها ، ولكن قبل ذلك سؤال لكل ولي أمر و أم من اعطى لكم الحق بأن تعبثوا بحياة أبنائكم وتقرير مصيرهم المستقبلي الذي لن يواجه صعابه إلا هم ؟؟ نعم بر الوالدين فرض على الكل وهو مقترن بطاعة الله ومن عصى ذلك فله ارذل الجزاء في الدارين ولكن أليس للآباء بر تجاه أبنائهم وبناتهم ؟؟ بتأكيد عن طريق الحقوق المستقبلية التي اقرها الإسلام والمنطق لهم ومنها حق اختيار الشريك المستقبلي أو الشريكة المناسبة والكفء بنظرهم ، وتركيزي ينصب على ظاهرة بدأت تظهر وتتفشى من جديد مع أن الوعي ازداد وارتقى لكن ليت شعري ألا وهو تزويج الفتيات الصغار من رجال كبار في السن وقد يكبرونهن بما يزيد عن عشرياً ربيعاً !!؟.

وما دفعني لذكر حالهم هو أن القلب فاض حزناً وحسرة بما حل بهم مع استنكار وتعجب و ألم لأن النفس عايشت بعض حالاتهم و استمعت لشكواهن ورأت الظلم والحرمان الواقع عليهم ، أيعقل أن بنات لم يتجاوزن العشرين ربيعاً يقترن بأزواج يكبرونهن بضعف عمرهن و يزيد !! أين حق المرأة وحق الإختيار وحق حرية القرار وحق الإنسانية والحق الذي أقره الدين الإسلامي بضمان حقوقها سواء صغيرها أو كبيرها قبل الديانات الأخرى ، أليس لكل هذه الأمور قيمة ؟؟ وسؤال آخر للأب والأم لو نرجع عجلة الزمن للوراء أتقبل أو تقبلين أن يفرضوا ابائكم عليكم ما فرضتم على بناتكم ؟؟ (( وتدبيسها تدبيس محكم )) بزوج يكون احياناً بعمر الوالد اما طمعاً بالمال أو الجاه أو أو ...تعددت الأسباب والظلم واحد ، والجواب طبعاً لا لكن حب المادة والظاهر طغى على ما هو معنوي ، وبالنسبة لهذا الرجل الذي قبل بأن يقترن بفتاة من عمر بناته لم أجد مثالاً أسقطه عليه خيراً من المثال الذي ذكرته أمي حفظها الله تعالى قبل مدة عندما كنا بصدد الحديث عن نفس هذا الموضوع بعد وقوعه على أحدى المعارف وهو أن الرجل الذي يقترن بزوجة من عمر بناته كالإنسان الأمي والجاهل الذي يشتري كتاباً قيماً ومفيداً ولكن لا يعرف كيفية قراءته و إن بلغ درجة كبيرة بالعلم وسأترك لكم الأبيات تحكي المعاناة .

لي بعل ظنه الناس أبي
صدقوني أنه غير أبي
يشتكي المرء لمن يرثي له
رب شكوى خففت من نصب
وأنا ما زلت في شرخ الصبا
فلماذا فرط الأهلون بي ؟
أنا لو يعلم أهلي درة
ظلمت في البيع كالمخشلب
اخذوا الدينار مني بدلاً
أتراني سلعة للمكسب ؟
أنما الغصن إذا هب الهوى
مال للأغصان لا للحطب
و إذا المرء قضى عصر الصبا
صار أولى بردى من مذهبي

الأربعاء، 6 يوليو 2011

مادة التفكير..

أحببت أن أكون السباقة والأولى في طرح مطلبي وان يخترق صوتي أذن كل راع ومسؤول عن هذا الجيل في بلدي الحبيبة الكويت ، فبعد قراءتي لكتاب يتعلق بفن التفكير وكيفيته وسلبياته و ايجابياته ومزالقه ومحاسنه تبين ان أساليب التفكير هي العامل الأول والرئيسي في نهضة الأمم ، فقد اهتم الغربيون اهتماما بالغا في هذا الجانب و أقروا مادة تسمى ( مهارات التفكير ) وخير مثال بلد فنزويلا فقد فرضت حكومتها على طلاب المدارس ان يدرسوا ساعتين في الأسبوع هذه المادة ودربوا على تدريسها أكثر من مئة ألف معلم ووضع لهم مقرّر هذه المادة الدكتور ادوارد دو بونو أحد أشهر المتخصّصين في هذا المجال ، واستعمل هذا المقرّر في عدة بلاد منها : كندا وبريطانيا و أيرلندة و أستراليا ونيوزيلندة ...، فقد استوعب الغرب أهمية التفكير و تأثيره على الأفراد باختلاف أعمارهم وسبقونا بالرقي المعنوي فضلاً عن المادي .

وهناك مبدأ عظيم في كلماته ومضمونه وشرط من شروط الرقي يتبعه كل من أراد الازدهار الذاتي والجماعي وهو قول ابن عمر رضي الله عنهما (( خذ الحكمة ولا يضرك من أي وعاء خرجت )) حتى ان كانت من عدو وللأسف مع ان هذا مبدأ اسلامي بحت اصيل إلا ان غيرنا استفاد منه أكثر ، فقد ساهم في نهضة اروبا وخروجها من عصور الظلام أي العصور الوسطى عن طريق استيراد الأفكار الإسلامية حيث ان الدولة الإسلامية في ذاك الوقت كانت في ذروة الرقي الاقتصادي والاجتماعي والعمراني والثقافي ...، فاوروبا اتبعت هذا المبدأ في كل المجالات ولازالت وكل يوم تتقدم عن اليوم الذي قبله وتتسع مجالات المعرفة لديهم ونحن في انكماش حتى اصبحنا من دول العالم الثالث !!

ورجائي ومطلبي وضع منهج لمادة مهارات التفكير و تدريسها في كل المراحل الدراسية حتى الحضانة والجامعات وتكون مادة أساسية فيها رسوب ونجاح وأيضاً تعمل دورات خاصة لمن هو غير طالب إذا كان يرغب بذلك فبلادي ولله الحمد لاتخلو من المفكرين القادرين على وضع هذا المنهج ومن باب (( أهل مكة ادرى بشعابها )) أي ابن البلد ادرى بعيوب و أفكار أبناء هذا البلد ، فنحن شعب تصل نسبة الطلاق فيه إلى 40 % !! والضحية من هذا الفعل الأبناء فإذا لم يجدوا من يوجههم ويحرص على سلامة أفكارهم في البيت فأين يلتجئون ؟؟ فالمجتمع منفتح انفتاحا تاما عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وكل يوم يزيد هذا الانفتاح فضلا عن رفاق السوء والمدارس و الأساليب المتبعة بالتدريس والمناهج كما نقول بالعامية ( الله بالخير ) والحل الأمثل هو إعادة هيكلة أساليب التفكير للأفراد حتى يكون الشخص رقيب ذاته عن طريق اقرار هذه المادة القيمة والثرية بنتائجها ، يكفينا تطرف بالفكر وتعصب للرأي وفرقة وشتات وضياع ، فأنا أناشد وزير التربية والتعليم ان يبحث في هذا الموضوع ويدرسه ويضعه على محمل الجد و أناشيد ممثلي الشعب أيضاً و أقول لهم يكفيكم استجوبات على سفاسف الأمور وطالبوا بإحياء جيل كامل لأن من احيا نفساً فكأنما أحيا الناس جميعاً .

الأربعاء، 29 يونيو 2011

المساحة هي الوطن !

الوطن هوالمكان الذي ينتسب اليه الإنسان اين ما كان موقعه على وجه هذه البسيطة وفي اي اتجاه ، فهو عبارة عن مساحة من الأرض ومجموعة من الناس تجمعهم عدة روابط ويتشاركون في هذه المساحة وبمشاعر خاصة تعرف بالمشاعر الوطنية أو الانتماء والولاء لهذا الوطن ، ولكن لست بصدد الحديث عن الأوطان مع الجزم بأن لكل كائن وطناً ينتمي له ويعرف به ، حديثي عن أوطان من نوع خاص ذاتية و فكرية و إجتماعية تساهم في بروز ( من أنا فينا ) و إلى أي فكر ننتمي أوطان لها تأثير فينا بالماضي والحاضر والمستقبل ، كثير منا يمتلكها والكثير يفقدها مع أنها اصل من اصول الابداع والابتكار الا وهي المساحة الخاصة والمساحة المشتركة بحكم الروابط الربانية التي أوجدها الله تعالى ، واقصد بالمساحة الخاصة غرفة الإنسان كتبه الخاصه  مساحته الفكرية نشاطاته نظراته اراءه تطلعاته اهدافه اماله تأملاته قراءته أشياءه الشخصية اماكنه وبرامجه ومشاهداته المفضله والمبنيه على المساحة المشتركة والتي اقصد بها مساحة البيت الذي يضم تحت سقفه الأسرة منهل الابداع والأرض الخصبة للمبدعين والمبتكرين من الأبناء .

والمساحة هي الأرض الرحبة التي بها ( نكون أو لا نكون ) بها نكون نحن بلا زيف ولا شك نتمتع بالحرية المنضبطة نبدع نفكر لأن هناك من يشحذ هممنا نؤمن بأهميتنا نستند وقت الحاجة لاننا امتلكنا وطننا الذاتي أي المساحة الخاصة والمشتركة ، ياترى هل أطفال الشوارع في بلدان العالم المتفرقة يمتلكون نعمة المساحة الذاتية والمشتركة أو من انتهكت طفولتهم بإجبارهم على الأعمال القسرية بسبب أوضاع أسرهم الإقتصادية المتردية بينما المفترض أن يكونوا داخل اسوار المدارس في هذا السن أو اليتامى من حرموا من المساحة المشتركة أصل كل إبداع باستثناء بعض الحالات أو من أجبروا على التجنيد القسري بسبب أوضاع بلدانهم السياسية المتزعزة التي حرمت أصناف الحياة الإنسانية الكريمة فقد استعبدوا عباد الله حتى الأطفال منهم ، وجالت الأفكار في سماء ( نكون أو لا نكون ) حتى تبين أن المساحة الخاصة المبنية على المساحة المشتركة هي وطن الإنسان الذاتي داخل وطنه الأم وبالأوطان نحيا بكرامة و استقلالية  .

الأحد، 5 يونيو 2011

خارج كل الحدود

كم منا يتمنى أن يكون خارج كل الحدود ؟ أي حد دون استثناء حدود المنزل حدود الوطن حدود القارات والبحار والمحيطات والكرة الأرضية ومجرتنا درب التبانة برمتها وكل المجرات ، وكم منا يتمنى أن يعوم بالعوالم التي نجزم بوجودها إيماناً بقوله تعالى " ويخلق مالا تعلمون " ولكن قدر الله تعالى بألانرها لحكمة ، وهذا تمهيد لقصتي مع النملة أو كل نملة صغيرة كوني من عشاق النمل ، وعجيب روعة الخالق فيها التي أشعرتني بأنني مهما بلغت ومهما فعلت وكنت وصرت ووصلت فأنا ذرة من ذرة غير متناهية في الصغر بهذا الكون الواسع  الرحب ، الذي لا يعرف أبعاده إلا من وضعه سبحان من  وسع كرسيه السماوات والأرض والله إله عظيم .

والحاصل بينما كنت جالسة عند عتبة مدخل غرفة المعيشة التي تطل على الباحة المنزلية أو كما نسميها بالعامية (( الحوش )) إذ بنملة في الصباح الباكر تسرح ذهاباً و إياباً ، تأملتها وابقيت عيني مستقرتين إليها وقلت في نفسي سبحان الذي أودع فيك الروح رغم صغرك و أودعها فيني وبينما أنا أراقب خط سيرها ، تداعت أفكار و أفكار عن الحياة والإنسان والخطأ والصواب والحدود واللامحدود والفضاء الداخلي الكامن في النفوس والصدور والفضاء الخارجي الظاهر للعيان أي محيط الإنسان من سماء وماء وهواء وضياء وناس و أجناس ومظاهر وكل ما هو ظاهر ، وبعد كل هذه الأفكار التي انزخت علي كالمطر أثناء مراقبتي بدأت بداية أحداث اليوم فقمت من موضعي ، وفي  ظهيرة اليوم ذاته تذكرت نبذه لشاعر مرهف الحس معاصر احساسه فائض قرأتها من موقعه الشخصي استوقفتني كلماته التي أؤمن ببعضها و أختلف مع بعضها ، ولكن بحكم أنه شاعر يفكر بحساسه الجميل و أنا من الذين يركزون على الواقع بعينه و أبعاده وأحوال البشر و السماحة الدينية و أن كنت أميل لتفكير باحساسي أحياناً كثيرة فأنا أحترم احساسه و أتوقف عند بعض كلماته التي جذبتني حيث قال (( يدعي بعض الصحافيين بأنني أكتب للأذكياء فقط إلا أنني أشجب ذلك الادعاء فكم آمنت دائماً بأننا حين نكتب فنحن مسؤولون عن جميع البشر و في كل اتجاهات هذا العالم أنا تجمعني قرابة حميمة بكل البشر الفانين الذين انحدروا من نسل آدم )) و أنا أقول لهذا الشاعر المرموق أصبت كبد كل حقيقة وان كانت تلك النبذة الخاصة فيك فقد ذكرت لسان حالي بأننا حين نكتب فنحن مسؤولون عن جميع البشر الذين  انحدروا من نسل آدم عليه السلام و أن تجاوزنا الحد أحياناً و غفونا أحياناً أخرى ، فالخير فينا لأننا مجبولون عليه و أجدر عبارة أذكرها لنفس التي تؤمن بأنها مسؤولة عن تقديم أحوال الناس بصورته الحقيقية من دون زيادة أو نقصان بغرض تعميم الخير على الغير عبارة قرأتها من كتاب عبقرية عمر رضي الله عنه لعباس محمود العقاد وهي : (( أن النفس التي تتحرك للأمر السماوي هي النفس التي فيها خير ولها رغبة فيه )) وما هو الأمر السماوي ؟ هو كل خير لأنه من الله تعالى ولا يقتصر الأمر السماوي على الصلاة والصيام والفرائض فقط ، بل يشمل حسن الخلق والسماحة الفكرية والدينية وقبول الغير وتوجيههم وأن نخطئ أحياناً جل من لا يخطأ ولكن الخطأ الأكبر أن نكرره مع توجيههم لصواب ، والمهم اعلم تداخلت الأفكار ولكن غرضي من السؤال عن تمني الخروج خارج كل حدود بيان أن الروح والعقل يتمتعان بالمرونة لذلك أبدع كثير من الشعراء والأدباء والرسامين ...وغرضي بذكر قصتي مع النملة بأن
التأمل والتفكر بأحوال الحياة والبشر وكل بعد ولكن في حدود الله التي ضمن إطار العقل المحدود من مقومات عواميد الإيمان والروقي و الإبداع الخلقي ، و أخيراً ذكر كلمات الشاعر المقتبسة من نبذته وكذلك كلمات العقاد لبيان بأن حب الخير للغير كامن فينا و أننا جبلنا على كل خير .

الأحد، 29 مايو 2011

شريعة جديدة

" ياأيها الناس انا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ان الله عليم خبير " الحجرات 13 ، في احد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم عندما حدث خلاف بين أحد المهاجرين و أحد الأنصار فاستنجد أحدهم بالأنصار و آخر بالمهاجرين فعلم الرسول الكريم ذلك وقال ابدعوى الجاهلية و أنا بينكم ؟ ( اتركوها فانها نتنة ) ، بهذه العبارة الوجيزة نبذ المصطفى الكريم التعصب القبلي ، والنتنة هي الجيفة والشيء المتعفن الذي لايستطيع الانسان الاقتراب منه وبهذا النعت وصف المختار للانتماء اللاعقلاني للقبيلة الذي شرع قوانين جديدة على هذا المجتمع و ألبسه ثوب الدين مع أن المشرع قبلي قلبا وغالبا ومقياس التفاضل عنده الأصل والفصل و الحسب والنسب ما أدرك قول المصطفى الكريم ( الناس بنو آدم و آدم من تراب ) رواه أبو داود والترميذي وحسنه البيهقي ، وغير القبليين في مجتمعنا الكويتي الذين يتبعون هذه السياسة في الحياة هناك العوائل التي ميزت نفسها بنفسها و حصرت الأفضلية لذاتها وتعالت على أبناء بلدها ودينها وسنة أعراف لا وجود لها في شريعتنا السمحة الأصل والمنبت ، قال ابن تيمية رحمه الله ( ليس في كتاب الله آيه واحدة يمدح فيها احد بنسبه ولا يذم احد بنسبه وانما يمدح الإيمان والتقوى ويذم الكفر والفسوق والعصيان ) .

ولكن مع الأسف البليغ ظهرت شريعة جديدة في مجتمعنا تركت وراء ظهرها الشريعة الأم ولم تلتفت لها وسنت قوانين ليس لها من الأساس أصل ونجم عن تلك السنن ظلم ومظالم و ظلمات ، ومن مظاهر تلك التشريعات تزويج البنات ممن هم كفء لهن من جهة النسب مع تجاهل الجوانب الأخرى في أغلب الأحيان كالتقوى والصلاح والكفاءة بينهم و أن وجدت الجوانب الأخرى ولكن الأساس النسب وهذا واقعنا الأليم في مجتمعنا الكويتي لأنهم يأخذون الدين بالوراثة كما فهمه آباؤهم و أجدادهم ولم يتثبتوا منه ، ويتحججون احياناً بحديث ( تخيروا لنطفكم ، وانكحوا في الاكفاء ...) وهذا الحديث من سلسلة الأحاديث الضعيفة للشيخ الألباني رحمه الله ، وأحياناً كثيرة يتم تزوج البنت بالاكراه إذا ما رفضت صاحب الحسب والنسب أو إذا ارتضت بزوج كفء لها تقي وصالح ولكن ليس من قبيلتها أو عائلتها فهنا تقع الطامه الكبرى ، فالرسول صلى الله عليه وسلم زوج سليمان الفارسي من عرب الجزيرة وبلال الحبشي والحبشة هي اثيوبيا حالياً في افريقيا ، ونجم عن هذا الفعل اضرار حيث نسبة العنوسة في مجتمعنا ازدادت لأن الزواج محصور بدائرة الحسب والنسب وشرط من شروط تزويج البنات وارتفاع نسبة الطلاق لأن الأساس خطأ ويمتد هذا الضرر للأبناء .
وقد قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :


الناس من جهة الأباء أكفاء
أبوهم آدم و الأم حواء
فإن يكن لهم من أصلهم شرف
يفاخرون به فالطين والماء
وقيمة المرء ما قد كان يحسنه
والجاهلون لأهل العلم أعداء
فقم بعلم ولا تطلب به بدلا
فالناس موتى و أهل العلم أحياء

السبت، 21 مايو 2011

التطرف

في يوم من الأيام مرت على مسامعي كلمة تطرف مع أني سمعتها من قبل كثيراً ولكن ذاك اليوم شاء فكري وقلمي ان يتطرق لهذه الكلمة ويبحث عن معانيها ويطلع على أسبابها وماهيتها بشكل شامل ، و أعرف و كلي يقين ان أول ما يخطر في ذهنكم بعض الرموز والارهاب وو...، ولكن للأمانة اهتماماتي بالمشرق والسياسة بالمغرب و ان كان لي بعض التطلعات و الآراء ولكن ليس هذا قصدي ولا ناقة لي ولا جمل في أي نوع من أنواع التطرف ولا رب لي إلا الله و لا دين لي إلا الإسلام ولا إنتماء وولاء لي إلا للكويت والعروبة ، وبما أنني بنت و أنثى لي نظرتي الخاصة التي أحياناً يغلب عليها طابع الاحساس ويفوق العقل ويخالف نظرة أي ذكر .

بداية ما التطرف ؟؟ هو مجاوزة كل شيء بشكل غير طبيعي وهو الغلو والتنطع والتشدد والمبالغة والميل عن كل وسط معتدل ، والتطرف أنواع منه الديني والسياسي والفكري والإجتماعي والعرقي ...، وهو غير مرتبط بالفعل انما فكر في فكر وغلو بالرأي وعدم الاهتمام بالرأي الآخر ايماناً منهم أي المتطرفون أنهم هم أهل الصواب الخالص الصافي الذي لا يشوبه أي خطأ متناسين أنهم بشر خطاؤون وجل من لا يخطئ ، فمن صوره التطرف الإجتماعي أي الأفعال الإجتماعية الفاسدة كالرشوة والتطرف العرقي أي المبالغة في تقديس العائلة أو القبيلة أو الميل إلى مجارات من ينتمي إلى نفس عرقهم سواء كان العرق القوقازي أو الزنجي أو المغولي متناسين قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( يا أيها الناس ألا ان ربكم واحد وان اباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى )) وكذلك التطرف الديني وهو التشدد والغلو بالدين مع ان رسولنا الكريم قال (( ان الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ...)) والوسطية لب هذا الدين وعقله والاعتدال أهم سماته و إلا لما قال الله تعالى في كتابه الكريم " وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ..." ، وكثيرة هي صور التطرف و أنواعه ولكن يرجع الباحثون نشأته عند أي إنسان و أسبابه إلى حرمان الطفل من أحد أبويه أو كلاهما وهو صغير أو الحرمان الإجتماعي أو صدمة حدثت له في الطفولة وكبر وتعددت العوامل التي جعلته يسلك المسالك غير السوية والبعيدة كل البعد عن الاعتدال والراحة النفسية فانتهج نهجهم واصبح متطرفاً بمعنى الكلمة لذلك كثرت الفتن والنزاعات والخصومات ، وبالنهاية أجمل أبيات أقدمها لكم كي تنتهجوها في هذه الحياة أبيات لشاعر الابتسامة والأمل إيليا أبو ماضي :
     
      حرٌ ومذهب كل حرٌ مذهبي
                   ما كنت بالغاوي ولا المتعصب
     أني لأغضب للكريم ينوشه
                   من دونه و ألوم من لم يغضب
    وأحب كل مهذب ولو انه
                  خصمي و أرحم كل غير مهذب
   يأبى فؤادي أن يميل إلى الأذى
                  حب الأذية من طباع العقرب

الأربعاء، 18 مايو 2011

كرامة جنس حواء

لكل كائن في هذا الوجود جرت فيه روح الله كرامة كائن من كان عاقل غير عاقل إنسان حيوان طير نبات ....، وبما أننا عقلاء ننتمي للإنسانية فالأحرى الحديث عما يندرج تحت كلمة الإنسان بعينها من كرامات مثل كرامة الرجل والطفل والمرأة و..و...، وأخص بالذكر جنس حواء المغلوب على أمرها أحياناً قليلة و أحياناً كثيرة مع أنهن كرمن ورب الكعبة !؟ من دستور نزل من فوق سبع سموات ومن كلام المختار عن طريق وحي كريم من الله جل جلاله منذ أكثر من 1400 سنة ، وفي الوقت الحاضر لم يبق مؤتمر إنساني أو حقوقي إلا ويشيد مع التأكيد و الإصرار بأن لكل أنثى كرامة وحقوقا ، ومازلت أستغرب من بعضهم عندما يتساءلون عن أن هل للمرأة و الأنثى بشكل عام حقوق وواجبات ومطالب غير حق السكن والمأكل والمشرب واللباس ، والله أمر عجيب نحن في الألفية الثالثة بالتحديد القرن الواحد والعشرين ومازلت أستمع لمثل هذه التساؤلات والجزم بأن تلك هي مطالب جنس حواء وحقوقهن الوحيدة ، وكأنها أجلكم الله بهيمة تساق كيفما يريد السيد الرجل و أقصى مطالبها هي مطالب البهائم من مشرب ومأكل و أمان وكان الله غفورا رحيم ، هنا أقف وقفة المرأة ياجنس آدم أمك وأختك و زوجتك وبنتك ...، وكذب من قال أنها نصف المجتمع بل هي كل المجتمع لولاها لما كنت موجود ولا كان للحياة طعم ولاجود ، بإختصار هي نبض الحياة والبسمة عندما تكون وحيداً و هي الأم التي تتجرع آلام الحياة و نوائبها لأجل أن تكون ابنا مثاليا أو زوجا مثاليا من باب وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ,

ولبيان أن للمرأة حقوقاً وواجبات حالها حال الرجل ما جاء في الكتاب العزيز من قوله تعالى "  ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف " وهذا دليل واضح وصريح من الله تعالى ان المرأة والرجل متساوون بالحقوق والواجبات إلا ما فضل الله بعضهم على بعض بسبب إختلاف الطبيعة الجسمانية ، وماهي مطالب الأنثى في هذا العصر ؟؟ الذي تسارعت فيه وتيرة التطور بصورة مذهلة وتسابقت الأمم لمواكبة كل الشعوب المتقدمة بغرض البقاء للأفضل و الأحسن ، سؤال بسيط وكلي إيمان بأن جوابه موجود عند الأغلبية ، من وجهة نظري ومن وجهة نظر كل من يدعي أنه من جنس العقلاء ان حقوق المرأة في هذا العصر كثيرة و أذكر أهمها مثلاً حق التعليم واختيار الاختصاص الذي تقتنع به وتحب ان تدرسه حتى يكون الإخلاص بالعمل إذا ما انهت الدراسة حليفها وحق اختيار الزوج وحق اتخاذ القرار في شؤون حياتها المختلفة بما أن الحياة حياتها وهي التي سوف تحياها بطولها وعرضها وحلوها ومرها وو...، كثرت الحقوق والغاية واحدة هي احترام كرامة جنس حواء الكامنة في اعطائها حقوقها وقد قال صلى الله عليه وسلم (( ألا واستوصوا بالنساء خيراً ... )) والله لو ذكرت كل الشواهد التي تشير وتؤكد وتقدس بأن للمرأة كرامة وحقوق لامتلأت صفحات هذه الجريدة وليس مقالي المتواضع . 

الاثنين، 2 مايو 2011

لولا الأمل

لولا الأمل ما أسود الغمام و أمطر غيثاً ، لولا الأمل ما تفتحت أزهار الشمال والجنوب والشرق والغرب بعد أن أكلت أشعة الشمس أوراقها ، لولا الأمل ما استمر أطفال الحجارة برمي الحجارة ، لولا الأمل لكنا أعداء الحياة ، لولا الأمل ما توارت شمس دنيانا وراء الجبال و أشرقت في اليوم الجديد ، لولا ولولا ولولا الأمل .

سؤال أنحن باقون إلى أبد الدهر؟ طبعاً لا نحن أموات أبناء أموات شئنا أم أبينا ، وهل هذا الزمان شيء ثابت أي لا تتغير الأحداث فيه والعصور و الأجناس فلو أن الزمان ثابت لما سمعنا الجملة الشهيرة (( التاريخ يعيد نفسه )) ، صحيح ربما الأحداث تعيد نفسها ولكن هل أنا وأنت و أنتم مكررون ، بالمنطق نحلل الأمور ، الله تعالى أوجدنا مختلفين لدرجة أن الأخوة التوأم لاتتفق أفكارهم ولا ميولهم أي نحن مستقلون ، إذا غير مكررين و حياتنا واحدة والرب واحد ولن نحيا إلا هذه الحياة ، فلماذا ولماذا وايضا لماذا ؟ نرضى بالحال دون رقي و إقدام وإقبال ، مثال إذا ما فشلنا رضينا بالفشل ولم نساهم في التغير و إذا ما حزنا اصبحنا أسرى في سجون الحزن و إذا ما ظلمنا نسينا أن فوق كل ظالم رب شديد العقاب ، لماذا دائماً الحياة في نظرنا سواد في سواد صحيح انها وتيرة متكررة وكل يوم تشرق الشمس وتغيب والأيام مكررة ، وكذلك المناسبات والأحداث ، ولكن نحن لسنا مكررين بيدنا التغير حتى لو الحزن تغلب علينا احياناً وكبت على انفاسنا ، دائماً هناك بدائل لكل شيء وفرص جديدة بالحياة و أقصر طريق للوصول (( الأمل )) والسعي الدؤوب و الإجتهاد .

الأحد، 10 أبريل 2011

الحق أحق أن يتبع

في يوم من الأيام استفتى إعرابي الإمام مالك إمام المدينة المنورة ، قال قلت لزوجتي : أنت طالق إن لم تكوني أحلى من القمر ، ففكر الإمام قليلا ثم قال ليس هناك أحلى من القمر هذه طلقة ولا تعد لذلك ، وكان الشافعي تلميذ الإمام مالك يسمع ماحدث ولم يفهمه ثم لحق بالإعرابي فسأله عما حدث فقال له الإعرابي ما حصل بينه وبين زوجته ، وقال الشافعي : بل زوجتك أحلى من القمر فقال : الإعرابي أو قد رأيتها وكان شديد الغيرة ، ثم أجاب الشافعي لا الم تسمع قوله تعالى " والتين والزيتون ، وطور سنين ، وهذا البلد الأمين ، لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " فخلق الإنسان أحسن خلق و أقوم و أعدل ، ثم رجعا للإمام مالك فأخبراه فقال : (( الحق أحق أن يتبع أخطأ مالك و أصاب الشافعي )) .
والغاية وما أرنو إليه و أنشده من هذه القصة الرائعة التي سرقت لبي منذ أن قرأتها ، أن الخطأ وارد من كل إنسان كبير أو صغير عالم أو جاهل ذي شأن وبأس ونفوذ أو بسيط ، فنحن لسنا بمجتمع ملائكي كلنا نخطئ واللبيب من يتواضع لكل الناس بإختلاف أعمارهم ومناصبهم و أن علاهم ، ويتعلم من غيره فنحن مهما تعلمنا لن نصل للكمال " وفوق كل ذي علما عليم " ولكن المبادرة للعلم واجب وفرض علينا نحن كمسلمين ، ومهما بلغنا درجة بالتدين فينطبق على أغلبنا هذه الأبيات :


تعصي الإله و أنت تظهر حبه
هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع
في كل يوم يبتديك بنعمة
منه و أنت لشكر ذاك مضيع


ومهما بلغنا درجة كبيرة بالغنى فلن نمتلك كنوز الأرض ، والكمال أمر مستحيل حقيقة مسلم بها فلا ينسب ولن ينسب إلا لله عز وجل ، لذلك علينا قبول الغير بكل رحابة وسماحة فكرية وفطرية أوجدها الله تعالى في أعماقنا وصميمنا ، والاتسام بصفات الطاهرة النقية أمر فطري لأنه فينا ومن طبعنا نحن البشر مهما بلغنا درجة كبيرة من الاستبداد والظلم والتعجرف وسوء الخلق .

الأحد، 27 مارس 2011

مرض مستبد

طال الحديث عنك أيها الطلاق أصبحت كالغرغرينا كلما بترنا العضو الذي أصبته انتقلت لغيره و أحدثت انقسامات في هذا المجتمع ، أي أنك متنقل متجول في أحضان وربوع الأسر الكويتية بإختلاف انتمائهم ، وقد تطرقت لهذا الموضوع في مقال لي سابق و لكن من باب الذكرة تنفع المؤمنين .


أثناء تجولي في الشبكة العنكبوتية اطلعت على نسبة الطلاق في بلادي ، وكانت الكارثة حسب الاحصائيات الرسمية حيث بلغت 40 في المئة ، وكانت هذه النسبة منذ عام ، وقد كتب بالخط العريض و الواضح الصريح فضلا على أنها نسبة كبيرة إلا أنها تحتل المركز الأول خليجيا و كل يوم النسبة في تزايد !


السؤال لماذا وكيف انحدرنا اجتماعيا ؟ وكلنا نعلم أن العلاقة بين التفكك الأسري و التنمية علاقة عكسية ، أي كلما زاد التفكك قلت التنمية والعكس ... مما حد من تطور وتقدم المجتمع بالشكل السوي السليم ، وبعبارة أخرى (( الشر يعم )) نعم التفكك والانفصال شر ينهش أوصال هذا المجتمع وعناصره الكائنة و أهمها (( الأبناء )) وقد يقول قائل : حديثك لا يمت لصحة فإن الدول الغربية هي أكثر الدول التي تعاني من التفكك و الانفصال ولكن هم في بحبوحة اقتصادية و صناعية وتنمية وتطور وكل يوم تزدهر عن اليوم الذي قبله ، صحيح ولكن هناك قاعدة تقول أن (( حياتنا مجموعة قراراتنا ))  وهذا رأي المختصين لم أت به من جعبتي الخاصة ، فلست إلا طالبة علم ضالتي الحكمة كما قيل (( الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها )).


أي أن الزواج والطلاق والتعلم والذهاب والإياب وكل شيء نقدم عليه أنما من فعل أنفسنا ، ولنقارن قليلا بين الواقع الكويتي والغربي ، الواقع الغربي انتهج مفهوم الحرية المطلقة في كل الجوانب الحياتية دون ضوابط ، فقد منح حقه بدرجة الأولى في كل شيء وعدم الاكتراث و الوقوف عند حدود وضوابط ، وله أن يختار أي الفرد الغربي ما يريد وما لا يريد في كل الميادين حتى الإجتماعية أي له ولها الحق المطلق في اختيار النصف الآخر وهذه حقيقة القاعدة الأساسية في كل المجتمعات و الأديان ، لذلك الفرد الغربي عندما يختار الزوجة ليس من الضروري عنده التركيز على دينها أو خلقها أو علمها ربما اقصى مطلب الجمال الظاهر وهذا واقع الرجل الغربي إلا القليل و أن حدث انفصال بعد الزواج لا يبالي ، لأن الجميلات أكوام مبعثرة في الشوارع ،  أما المجتمع الكويتي مجتمع تحكمة مبادئ وقيم وعادات وتقاليد ... نابعة من الشريعة الأم فعندما يختار الرجل الكويتي والشابة الكويتية النصف الآخر عليهما أن يتبعا ضوابط و أسس معينة ، ليس فقد التركيز على النواحي الجمالية ، فالجمال مطلوب ولكن ما فائدته دون خلق ودين ولله در من قال :


 جمال الوجه مع قبح النفوس
كالعندليب على قبر المجوس


لذلك علينا أن ندرس كل ما نقدم عليه خصوصا مسألة الزواج والطلاق ، لأن سلبياتها ليست حكرا على الفرد بعينه و انما الأبناء والمحيط والمجتمع كله .

الأربعاء، 16 مارس 2011

أنت حر مالم تضر

أنت حر مالم تضر عبارة سمعتها لأول مرة من معلمة اللغة العربية في مرحلة لي من المراحل الدراسية ، وقد أذهلني جمال وروعة تلك العبارة ، وحتى لا أنساها دونتها أثناء الحصة في آخر دفتر المادة ، وتكرر صدى تلك الكلمات في ذهني وروحي ووجداني كلمات ثقيلة المعنى و المضمون والنطق و كأنها جبل ثقيل استقر في صدري ونشر السكون في روحي المتزعزعة المتشتتة المتسائلة دوما ما الحرية و ما مصدرها ومن أين تأتي ولماذا نحتاجها ؟؟ أسئلة كثيرة حيرت البال والخاطر ، و الحاصل مع مرور الوقت تبينت لي مفاهيم كثيرة مغلوطة وظهرت عبارات مبهمة لم اسمع عنها من ذي قبل ، دعونا ندخل من ردهة السؤال إلى بيت الإجابة و لو بتدريج و حتى لو كانت فلسفة شخصية ، الحرية هذه الكلمة التي من أجلها حدثت صرعات وحروب على مر العصور بين بني البشر وزعزعة للأمن في الكوكب الأزرق ، وقامت من أجلها حضارات و انحدرت واندثرت بل وماتت حضارات أخرى وربما هي مصدر الذهب الأسود القابع في باطن الأرض ، وبما أنني من مواليد هذا العصر أي العصر الذى ترقى به الإنسان بفعل التطور ولا يعنيني مفهوم الحرية في العصور السابقة فالأحرى بي ونقطة البدء لهذا المفهوم تبدأ عندي منذ بداية نزول دستور الأمة الإسلامية على خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم وكوني مسلمة .


أولاً ما الحرية من المنظور الإسلامي : هي اطلاق العنان للفرد يتصرف كما يشاء شريطة ألا يتعدى حدود الله تعالى أو يضر بغيره أو بنفسه ، وهذا تعريفها الإسلامي المتوافق مع العبارة السالف ذكرها ، فتبين لي من خلال التعريف السابق أنها حق يقابلة واجب والعكس أي الحق معطى للفرد المسلم من دستوره مما يبين أن للشخص كرامة و استقلالية  وذاك ظهر جلياً في (( اطلاق العنان للفرد يتصرف كما يشاء )) والواجب تبين في (( شريطة ألا يتعدى حدود الله أو يضر يغيره أو بنفسه )) .


وكما يقال تنتهي حرية المرء عندما تبدأ حرية الآخرين ، وللحرية مرادفات عديدة ومعان كثيرة وصور مختلفة حسب نظرة كل إنسان سواء كان يتبع ديانة سماوية أو غير سماوية أو ملحد أو ...أو ...، فبالمنطق يجب أن انطق ودعونا قليلا من العبارات الثقيلة ولننتقل للواقع ، هناك مثل عامي يعجبني يقول (( لا تبوق ولا تخاف )) بمعنى ان السرقة فعل سيء واللص دائماً يسرق في الليل بعيدا عن أنظار الناس كي يتجنب حماة الأمن العام وحتى لا يكون في السجن وهذا أن دل فإنما يدل على حرية نابعة من أعماق السارق ساقته إلى أخذ حق الغير دون احترامهم بل بالخلسة عنهم وذاك ظهر في سرقته ليلا فهل سمعتم عن لص يسرق بالنهار أمام أنظار الناس !؟ ومما نتج عن هذا الفعل خوف وفعل فعلته ليلا ، و الخلاصة أن حريتنا مصدرها نحن و ان اعاق محيط المرء خط سير حريته على أكمل وجه فالإنسان حر ان لم يرتكب ما يسوء لنفسه ويجعله داخل دائرة الخوف و أن لم يضر بالغير .

السبت، 26 فبراير 2011

" تحسبهم جميعاً و قلوبهم شتى "

في بيت واحد في مكان واحد مشاركة في كل شيء ، هذه هي الأسرة التقليدية ، والأسرة التقليدية شيء والتي تجذر بها التآلف شيء آخر ، والفارق كبير جداً فما وجه التشابه و الإختلاف بين الأسرة التقليدية التي تمارس الطقوس التي تمارسها كل أسرة بالعالم بتفاوت انتمائهم ، و أسرة تمارس تلك الطقوس مع تآلف و تآزر .


الأولى : أوجبت عليها العادات والتقاليد و الأعراف تلك الطقوس ، من باب نحن نحيا بمجتمع ويجب أن نسايره بكل خطوة حتى لا نكون شواذ ومن باب المحاكاة والتقليد ، وإن كان جل اهتمام الأسرة من الخارج أب و أم و أبناء يأكلون سويا ويخرجون أحياناً مع بعض يتحاورون ولكن طبعاً في اغلب الحوارات مشاحنات ، الكل فيهم له خصوصية عميقة سواء الأبوان أو الأبناء ولا يجوز وليس طبيعياً ومن التخلف أن يتدخل فرد منهم بتلك الخصوصية ولو بجزء بسيط ، وهؤلاء ينطبق عليهم العنوان المقتبس من القرآن الكريم الآية 14 من سورة الحشر " وتحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى " صحيح أن الله عزوجل كان يقصد المنافقين والمخادعين الذين تراكوا نصرة المؤمنين وصادقوا اليهود وحالفوهم على حرب المسلمين ، ولكن هذا القرآن العظيم صالح لكل زمان ومكان وكل آياته تنطبق على واقعنا والمستقبل .


أما الثانية : أوجبت عليها العادات والتقاليد و الأعراف والدين تلك الطقوس ، حيث تخللها تآلف و تآزر و ود لكل فرد فيها دون مقابل بل لأجل الصلة المقدسة الكائنه بين أفرادها ، والمحي الوحيد الذي أحيا هذه المشاعر الدافئة هو هذا الدين الذي هو عقل أين ما كان ومنطق حيث ما توجه وعقلانية في كل المواضع ، ولا أقول إلا لك الحمد ربي بأنك أنت ربي ولك الحمد ربي بان الإسلام ديني ، حيث ان كل تشريعاته تحث على الصلة والتواصل والحب والرحمة وجعل العقوق من الكبائر وقال صلى الله عليه وسلم (( لا يدخل الجنة قاطع رحم )) وقال عليه السلام (( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويعرف حق كبيرنا )) وهذا هو العقل بذاته .

الاثنين، 17 يناير 2011

الوطن...

الوطن... كلمة لها معان عديدة شاملة و خاصة ، ولا قيمة لأي فرد يحيا في هذا الوجود من دونه ، به نكون أو لا نكون ، به نكون أحرارا وعلى ربوعه تتفجر انجازاتنا ونبني صروحا شامخة ، وتكون لنا سيادة خاصة بنا في المجتمع الدولي ، فنعمة الوطن بعد نعمة الإسلام وتشريعاته من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الشعب الكويتي ، ولو تجولت لن أجد مثيلاً له ، ولله الحمد على ذلك ، وأنا بنت هذا الوطن خرجت من رحم هذا المجتمع وما يسوءه يسؤني وما يحييه يحيني ، ولا أملك إلا فكري وقلمي و أوراقي كي أوجه دعوة سلام و أمن و آمان إلى من يعيش على هذه الربوع الغالية وحكمة قالتها لي جدتي منذ نعومة أظافري : (( الشر من شرارة )) والشرارة تؤجج نيران عظيمة والنيران العظيمة تأكل الأخضر واليابس ، لذلك دعونا نحيا بسلام .

الأحد، 9 يناير 2011

جمال الاختلاف

منذ القدم كان الإختلاف ...فاختلاف كلمة شاملة لجميع العناصر الحية وغير الحية ، ومن مشتملات هذه الكلمة التفاوت في اللون والجنس والوطن والإنتماء والمذهب والاعتقاد والدين ...إلخ ، وهذه هي الحياة ومتطلباتها ، فلو اتفقت كل الموجودات المتفاوتة فلا يصبح للحياة طعم ولا للون ولن تكون هناك حدود سياسية ولا مذاهب فكرية ولا حضارات ولا آراء اجتماعية أو اقتصادية ولا ولا ... إلخ ، ولا يبدع المبدعين ولاتتحرك قريحة الشعراء ولن تجود علينا أقلام الكتاب بالمقالات ، كثيرة هي نتائج الإختلاف فما أجمل أن يبدع المبدع وتمتزج الأشياء ببعضها ويغور الإنسان في اعماق الأفكار والتوجهات وتبنى آراء وتطلعات ، فضلا عن المبادئ التي تربى عليها ، وهنا تظهر لنا الحضارة الإنسانية ، فالحضارة قائمة بذاتها وهي أيضاً امتداد لما قبلها ، وهي تداخل الألوان المتفاوته ببعضها مما ينتج عنه مجتمع ملون ظاهره اختلاف على حسب الانتماءات المندرجين تحتها وباطنه اتساع وقبول وسماحة إذا ما وجدت العقلانية ، فالإنسان جزء من كل واسع وذرة من مادة تتكون من مليارات العناصر ، أين ما وجد العاقل في مكان به كل هذه الاختلافات وجد لديه السعة الفكرية والسماحة الإنسانية والدينية والثقافية الشامخة التي تعلو الغمام ، أما واقعي ومجتمعي الكويتي مغاير بعض الشيء ، اصبحت تظهر لنا عبارات العنصرية من جديد ، والسياسات التي تدعو إلى الرجعية والتخلف والاحتكار والعرقية ، فقد ظهرت لنا ألفاظ ترجعنا آلاف الخطوات إلى الوراء بدل ما تقفز بنا إلى الأمام ومنها (( أنا سني ، أنا شيعي ، أنا بدوي ، أنا حضري )) وهذه موانع الحضارة ، فالإختلاف قوة مهما زاد معدل التباين .