الأربعاء، 6 يوليو 2011

مادة التفكير..

أحببت أن أكون السباقة والأولى في طرح مطلبي وان يخترق صوتي أذن كل راع ومسؤول عن هذا الجيل في بلدي الحبيبة الكويت ، فبعد قراءتي لكتاب يتعلق بفن التفكير وكيفيته وسلبياته و ايجابياته ومزالقه ومحاسنه تبين ان أساليب التفكير هي العامل الأول والرئيسي في نهضة الأمم ، فقد اهتم الغربيون اهتماما بالغا في هذا الجانب و أقروا مادة تسمى ( مهارات التفكير ) وخير مثال بلد فنزويلا فقد فرضت حكومتها على طلاب المدارس ان يدرسوا ساعتين في الأسبوع هذه المادة ودربوا على تدريسها أكثر من مئة ألف معلم ووضع لهم مقرّر هذه المادة الدكتور ادوارد دو بونو أحد أشهر المتخصّصين في هذا المجال ، واستعمل هذا المقرّر في عدة بلاد منها : كندا وبريطانيا و أيرلندة و أستراليا ونيوزيلندة ...، فقد استوعب الغرب أهمية التفكير و تأثيره على الأفراد باختلاف أعمارهم وسبقونا بالرقي المعنوي فضلاً عن المادي .

وهناك مبدأ عظيم في كلماته ومضمونه وشرط من شروط الرقي يتبعه كل من أراد الازدهار الذاتي والجماعي وهو قول ابن عمر رضي الله عنهما (( خذ الحكمة ولا يضرك من أي وعاء خرجت )) حتى ان كانت من عدو وللأسف مع ان هذا مبدأ اسلامي بحت اصيل إلا ان غيرنا استفاد منه أكثر ، فقد ساهم في نهضة اروبا وخروجها من عصور الظلام أي العصور الوسطى عن طريق استيراد الأفكار الإسلامية حيث ان الدولة الإسلامية في ذاك الوقت كانت في ذروة الرقي الاقتصادي والاجتماعي والعمراني والثقافي ...، فاوروبا اتبعت هذا المبدأ في كل المجالات ولازالت وكل يوم تتقدم عن اليوم الذي قبله وتتسع مجالات المعرفة لديهم ونحن في انكماش حتى اصبحنا من دول العالم الثالث !!

ورجائي ومطلبي وضع منهج لمادة مهارات التفكير و تدريسها في كل المراحل الدراسية حتى الحضانة والجامعات وتكون مادة أساسية فيها رسوب ونجاح وأيضاً تعمل دورات خاصة لمن هو غير طالب إذا كان يرغب بذلك فبلادي ولله الحمد لاتخلو من المفكرين القادرين على وضع هذا المنهج ومن باب (( أهل مكة ادرى بشعابها )) أي ابن البلد ادرى بعيوب و أفكار أبناء هذا البلد ، فنحن شعب تصل نسبة الطلاق فيه إلى 40 % !! والضحية من هذا الفعل الأبناء فإذا لم يجدوا من يوجههم ويحرص على سلامة أفكارهم في البيت فأين يلتجئون ؟؟ فالمجتمع منفتح انفتاحا تاما عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وكل يوم يزيد هذا الانفتاح فضلا عن رفاق السوء والمدارس و الأساليب المتبعة بالتدريس والمناهج كما نقول بالعامية ( الله بالخير ) والحل الأمثل هو إعادة هيكلة أساليب التفكير للأفراد حتى يكون الشخص رقيب ذاته عن طريق اقرار هذه المادة القيمة والثرية بنتائجها ، يكفينا تطرف بالفكر وتعصب للرأي وفرقة وشتات وضياع ، فأنا أناشد وزير التربية والتعليم ان يبحث في هذا الموضوع ويدرسه ويضعه على محمل الجد و أناشيد ممثلي الشعب أيضاً و أقول لهم يكفيكم استجوبات على سفاسف الأمور وطالبوا بإحياء جيل كامل لأن من احيا نفساً فكأنما أحيا الناس جميعاً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق