سعاد الولايتي داعية و أديبة كويتية من أسرة كان لها أهتمام بالعلم و الثقافة فقد أهتم والدها بالدعوة الإسلامية منذو مطلع شبابه و رأس فيما بعد تحرير مجلة البلاغة الإسلامية و هي ورثت حب العلم و الأدب و الدين من أسرتها الكريمة و لها مشاركات عديدة في أنشطة جمعية الإصلاح قبل زواجها و فيما بعد سافرت مع زوجها جمال الزنكي لأتمام دراسته العليا و خلال إقامتها في الخارج شاركت في الأنشطة الإسلامية و بعد عودتها للكويت توالت أصدارتها الأدبية و كان لها زاوية أسبوعية في صحيفة الوطن بالصفحة الإسلامية بعنوان وقفة .
و سأبدأ من حيث ما أنهيت به الفقرة الأولى (( زاوية أسبوعية بعنوان وقفة )) فلهذه الزاوية المباركة التي كانت تطل علينا الفضل عليّ خصوصاً و أنها تكون مذيلة في أغلب الأحيان بالبريد الإلكتروني للأم الفاضلة سعاد الولايتي رحمها الله تعالى ، فالبداية كانت قبل سنتين تقريباً من وفاتها عندما قررت أن أرسل لها رسالة مبدية بها اعجابي بما تخط أناملها من عصارة أفكارها الممزوجة بفيض علمها المتجانسة مع رقي ذوقها ، و فعلاً أرسلت تلك الرسالة و عبرت من خلالها عن اعجابي بما تنشر فرحبت بي و اسعدها ذلك طالبة منها أن تزودني بكل ما هو جديد و مفيد يخرج من تحت أناملها عن طريق البريد و طبعاً جادت عليّ بكل مفيد ما بين الفينة و الأخرى و لكتاباتها الأثر الجميل فهي عبارة عن مزيج من العظة و الحكمة و حب الخير للغير و توجيه وو...وقبل التواصل للأسف لم أكن أعرف من هي سعاد الولايتي و من هي هذه الداعية البارزة !! فقاتل الله الجهل و قلت البحث عن أمثال هؤلاء فصحبتهم و معرفتهم و تواصلهم فيض من خير و ثراء يساهم في سمو النفس ، و بعد التواصل الذي دام عدة أشهر بالبريد وصلتني رسالة من أم المثنى سعاد الولايتي عن طريق الهاتف بعد أن طلبت مني الرقم حتى تصبح الفائدة أسرع و كان مضمونها دعوة لحضور محاضرة للشيخ الجفري في احدى المراكز الإسلامية بمنطقة مشرف و طبعاً رحبت بتلك الدعوة و اسعدتني فذهبت بالموعد المحدد متشوقة للفائدة و لرؤيتها في آن واحد ، وقدر الله أن أكون من أول الحضور فكنت جالسة متلهفة لرؤية تلك المرأة و كلما دخلت مرأة كبيرة حسبتها هي حتى قلت لأحد الأخوات التي تعرفها أن إذا حضرت أخبريني وبعد صبر و لهفة أقبلت أم المثنى المرأة المحتشمة الموقرة المحترمة بهيبتها التي تنفرض علينا بسمو خلقها ، فسلمت عليها و رحبت بي و بعد انتهاء المحاضرة نادتني لأجلس بجانبها فا يالله كم هي متواضعة تحدثني و كأنها تعرفني منذو سنين لا حواجز و لا حساسية مفرطة أنما عفوية و حسن خلق فهكذا هم المؤمنين و المؤمينات الحقة يدخلون لقلوب عباد الله بلا مقدمات ، حدثتني عن بعض انجازاتها بكل تواضع و عن كتاباتها و بعض أنشطتها داخل الكويت و أثناء سفرها وعن الكثير و كان للحديث معها متعة لأنه من النوع الذي أحب ، و من ثم دقت ساعة العودة فطلبت مني أن أصطحبها لبيتها القريب من المنطقة التي اقطنها لتأخر من يصطحبها فرحبت بذلك ترحيب شديد لأن دقائق الفائدة ستزيد معها و في أثناء الطريق أتمت بعض أحاديثها الممتعة إلى أن وصلنا لبيتها و أصرت عليّ بدخول و أعطتني بعض من مؤلفاتها فأسعدني ذلك و مما تفضلت به عليّ ( رواية وا كويتاه ) و ( رواية كويتي + كويتية ) و ( أريد أما و هو عبارة عن مجموعة قصص قصيرة ) و ( كتاب أزواج و زوجات ) و ( الداعية التي نريد ) و أخيراً ( أماه هل فات الأوان ) فكتاباتها تدل عليها و على فكرها الراقي فرحم الله أم المثنى سعاد الولايتي رحمة واسعة من عنده فهي المرأة الفاضلة و الأم المربية و الداعية الواعية و المرأة النشطة في كل مجال حياتي فقد كان أكبر همها الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و بها و بأمثالها نقتدي ، و أتوجه بأحر التعازي و أن كانت متأخرة لدكتور جمال الزنكي الذي قدر الله تعالى أن أكون طالبة عنده لمادة تاريخ الحضارة العربية الإسلامية و لم أكن أعرف أنه زوجها إلا فيما بعد و لأبنائها و أسرتها الكريمة .