السبت، 30 يوليو 2011

شكوى فتاة

ربما يستغرب البعض عنوان المقالة ويتساءل أي شكوى فيهم بما أن الفتيات بنظر البعض كثيرات الشكوى وشكواهن ومطالبهن لا تعد ولا تحصى و أحياناً لأتفه الأسباب كأسباب طفولية ، مثلاً لماذا لا تشتروا لي الفستان الفلاني أو الحقيبة الفلانية أو تصحبوني للمكان الفلاني و لماذا لا نسافر ولماذا ولماذا ...، شكوى ومطالب فتيات لا يعرفن من الحياة إلا ربيعها و جمالها ورونقها مفعمات بنشاط مقبلات بكل حرارة الصبا نحو مستقبل أجمل من الحاضر .

أما الشكوى التي جعلت كل الحيز لها نابعة من حرارة وغليان و ألم وحزن تحكي وقائع تتعايشها كل فتاة معنية بها وقد اقتبست عنوان مقالي من قصيدة ( شكوى فتاة ) لإيليا أبي ماضي الذي مثل واقع ومعاناة هؤلاء الفتيات بحذافيرها عن طريق إبداعه و أسلوبه الشعري الفريد من نوعه الظاهر والساطع والذي لا يحتاج لترجمان أو حسن بيان أنما وضوح في وضوح حتى تصل المعاناة بشكلها الأصلي ، وقد نظم قصيدته بلسان فتاة ارغمها ذووها على الاقتران برجل طاعن بسن وهي في ريعان شبابها ولن أغفل عن ذكرها ، ولكن قبل ذلك سؤال لكل ولي أمر و أم من اعطى لكم الحق بأن تعبثوا بحياة أبنائكم وتقرير مصيرهم المستقبلي الذي لن يواجه صعابه إلا هم ؟؟ نعم بر الوالدين فرض على الكل وهو مقترن بطاعة الله ومن عصى ذلك فله ارذل الجزاء في الدارين ولكن أليس للآباء بر تجاه أبنائهم وبناتهم ؟؟ بتأكيد عن طريق الحقوق المستقبلية التي اقرها الإسلام والمنطق لهم ومنها حق اختيار الشريك المستقبلي أو الشريكة المناسبة والكفء بنظرهم ، وتركيزي ينصب على ظاهرة بدأت تظهر وتتفشى من جديد مع أن الوعي ازداد وارتقى لكن ليت شعري ألا وهو تزويج الفتيات الصغار من رجال كبار في السن وقد يكبرونهن بما يزيد عن عشرياً ربيعاً !!؟.

وما دفعني لذكر حالهم هو أن القلب فاض حزناً وحسرة بما حل بهم مع استنكار وتعجب و ألم لأن النفس عايشت بعض حالاتهم و استمعت لشكواهن ورأت الظلم والحرمان الواقع عليهم ، أيعقل أن بنات لم يتجاوزن العشرين ربيعاً يقترن بأزواج يكبرونهن بضعف عمرهن و يزيد !! أين حق المرأة وحق الإختيار وحق حرية القرار وحق الإنسانية والحق الذي أقره الدين الإسلامي بضمان حقوقها سواء صغيرها أو كبيرها قبل الديانات الأخرى ، أليس لكل هذه الأمور قيمة ؟؟ وسؤال آخر للأب والأم لو نرجع عجلة الزمن للوراء أتقبل أو تقبلين أن يفرضوا ابائكم عليكم ما فرضتم على بناتكم ؟؟ (( وتدبيسها تدبيس محكم )) بزوج يكون احياناً بعمر الوالد اما طمعاً بالمال أو الجاه أو أو ...تعددت الأسباب والظلم واحد ، والجواب طبعاً لا لكن حب المادة والظاهر طغى على ما هو معنوي ، وبالنسبة لهذا الرجل الذي قبل بأن يقترن بفتاة من عمر بناته لم أجد مثالاً أسقطه عليه خيراً من المثال الذي ذكرته أمي حفظها الله تعالى قبل مدة عندما كنا بصدد الحديث عن نفس هذا الموضوع بعد وقوعه على أحدى المعارف وهو أن الرجل الذي يقترن بزوجة من عمر بناته كالإنسان الأمي والجاهل الذي يشتري كتاباً قيماً ومفيداً ولكن لا يعرف كيفية قراءته و إن بلغ درجة كبيرة بالعلم وسأترك لكم الأبيات تحكي المعاناة .

لي بعل ظنه الناس أبي
صدقوني أنه غير أبي
يشتكي المرء لمن يرثي له
رب شكوى خففت من نصب
وأنا ما زلت في شرخ الصبا
فلماذا فرط الأهلون بي ؟
أنا لو يعلم أهلي درة
ظلمت في البيع كالمخشلب
اخذوا الدينار مني بدلاً
أتراني سلعة للمكسب ؟
أنما الغصن إذا هب الهوى
مال للأغصان لا للحطب
و إذا المرء قضى عصر الصبا
صار أولى بردى من مذهبي

الأربعاء، 6 يوليو 2011

مادة التفكير..

أحببت أن أكون السباقة والأولى في طرح مطلبي وان يخترق صوتي أذن كل راع ومسؤول عن هذا الجيل في بلدي الحبيبة الكويت ، فبعد قراءتي لكتاب يتعلق بفن التفكير وكيفيته وسلبياته و ايجابياته ومزالقه ومحاسنه تبين ان أساليب التفكير هي العامل الأول والرئيسي في نهضة الأمم ، فقد اهتم الغربيون اهتماما بالغا في هذا الجانب و أقروا مادة تسمى ( مهارات التفكير ) وخير مثال بلد فنزويلا فقد فرضت حكومتها على طلاب المدارس ان يدرسوا ساعتين في الأسبوع هذه المادة ودربوا على تدريسها أكثر من مئة ألف معلم ووضع لهم مقرّر هذه المادة الدكتور ادوارد دو بونو أحد أشهر المتخصّصين في هذا المجال ، واستعمل هذا المقرّر في عدة بلاد منها : كندا وبريطانيا و أيرلندة و أستراليا ونيوزيلندة ...، فقد استوعب الغرب أهمية التفكير و تأثيره على الأفراد باختلاف أعمارهم وسبقونا بالرقي المعنوي فضلاً عن المادي .

وهناك مبدأ عظيم في كلماته ومضمونه وشرط من شروط الرقي يتبعه كل من أراد الازدهار الذاتي والجماعي وهو قول ابن عمر رضي الله عنهما (( خذ الحكمة ولا يضرك من أي وعاء خرجت )) حتى ان كانت من عدو وللأسف مع ان هذا مبدأ اسلامي بحت اصيل إلا ان غيرنا استفاد منه أكثر ، فقد ساهم في نهضة اروبا وخروجها من عصور الظلام أي العصور الوسطى عن طريق استيراد الأفكار الإسلامية حيث ان الدولة الإسلامية في ذاك الوقت كانت في ذروة الرقي الاقتصادي والاجتماعي والعمراني والثقافي ...، فاوروبا اتبعت هذا المبدأ في كل المجالات ولازالت وكل يوم تتقدم عن اليوم الذي قبله وتتسع مجالات المعرفة لديهم ونحن في انكماش حتى اصبحنا من دول العالم الثالث !!

ورجائي ومطلبي وضع منهج لمادة مهارات التفكير و تدريسها في كل المراحل الدراسية حتى الحضانة والجامعات وتكون مادة أساسية فيها رسوب ونجاح وأيضاً تعمل دورات خاصة لمن هو غير طالب إذا كان يرغب بذلك فبلادي ولله الحمد لاتخلو من المفكرين القادرين على وضع هذا المنهج ومن باب (( أهل مكة ادرى بشعابها )) أي ابن البلد ادرى بعيوب و أفكار أبناء هذا البلد ، فنحن شعب تصل نسبة الطلاق فيه إلى 40 % !! والضحية من هذا الفعل الأبناء فإذا لم يجدوا من يوجههم ويحرص على سلامة أفكارهم في البيت فأين يلتجئون ؟؟ فالمجتمع منفتح انفتاحا تاما عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وكل يوم يزيد هذا الانفتاح فضلا عن رفاق السوء والمدارس و الأساليب المتبعة بالتدريس والمناهج كما نقول بالعامية ( الله بالخير ) والحل الأمثل هو إعادة هيكلة أساليب التفكير للأفراد حتى يكون الشخص رقيب ذاته عن طريق اقرار هذه المادة القيمة والثرية بنتائجها ، يكفينا تطرف بالفكر وتعصب للرأي وفرقة وشتات وضياع ، فأنا أناشد وزير التربية والتعليم ان يبحث في هذا الموضوع ويدرسه ويضعه على محمل الجد و أناشيد ممثلي الشعب أيضاً و أقول لهم يكفيكم استجوبات على سفاسف الأمور وطالبوا بإحياء جيل كامل لأن من احيا نفساً فكأنما أحيا الناس جميعاً .