ما معنى أن يكون للمرء أب ؟ سؤال يتكون من نصف جملة أو أقل لكن جوابه له أبعاد وكليات وفروع متشعبة وفرائض ووجبات لا تنتهي ولا تنقضي إلا بمفارقة الحياة ، لأن الأبوبية حمل ثقيل ليس سهلا ولا بسيطا كما يتصوره المزواج ومحبذو الانفصال على أتفه الأسباب أو من دخلوا أقفاص و أعشاش وجحور الزوجية بنظرهم قبل أن يكونوا أكفاء لبناء أسرة ، آباء ظلموا أنفسهم وظلموا أبناءهم بتقليل من شأن الأبوبية والتجرد من كل أو بعض الواجبات والحقوق التي اقرها كل دين وعرف وعادات وتقاليد ومنطق في كل الأمم وفي أي بقعة على وجه هذه الأرض الرحبة حتى البهائم أجلكم الله والطيور لها حقوق تجاه صغارها ولكن هل من مذكر ؟
ولا أخفي أن مجتمعي يحوي نخبة من المربين والآباء الأفاضل الذين رفعوا لواء الوطن بإنشاء أبناء أكفاء قادرين بناء الكويت حاضراً ومستقبلا ً ولكن للأسف يعدون غيضا من فيض ، آباء أدركوا أنهم مسوؤلون أمام الله تعالى والمجتمع عن تصرفات و أفعال أبنائهم سواء صغيرها أو كبيرها لأن تربية الأبناء مرتبطة بأخلاق وثوابت وقيم الآباء أي ( هذا الشبل من ذاك الأسد ) .
لكن المرارة والألم هو الواقع الذي يعيشه هؤلاء الأبناء بهذا المجتمع ولا أعمم أبناء خرجوا من أرحام أمهاتهم الضيقة إلى دنيا واسعة ورحبة متباعدة الأطراف كي يشيدوا صروح الأماني والأهداف والطموح لبنة لبنة تحت سقف كريم يسمى الأسرة أي أب و أم و أبناء ، لكن الصدمة الكبرى عندما ينهار هذا السقف الكريم وتنهار معه كل أو بعض الصروح وتتهشم في نفوسهم ، لعدة أسباب أولها و أعظمها و أثقلها استنكار رب الأسرة و عمودها لكل أو بعض الحقوق والواجبات المفروضة عليه بمجرد انفصاله عن الأم أو حدوث خصاما أو مشاكل أسرية و كأن طلاقه للأم يعد طلاقاً للأبناء وخصامه معها يعد خصام لهم !! وهذا العجب العجاب إلا من رحم ربي ، ومن أمثلة التجرد من الواجبات والحقوق عدم رؤية الأب الأبناء إلا بالمناسبات واحياناً يحول الحول دون الرؤية وايضا يماطل الأب في اعطائهم المعاش الشهري إذا لم يكن هناك حكم رسمي باستقطاع جزء من راتبه ولا أعرف السبب ! ربما لغاية في نفسه أو رغبه منه بإعطائهم درسا في الذل والكارثة عندما تتصل الأم أو الأبناء طالبين زيادة المصروف لأنهم كبروا ومصاريفهم زادت ويكون الجواب ليس عندي بينما العكس الصحيح في أغلب الأحيان ليس بخلاً أو طمعاً أنماء سوء تصرف وعدم وعي واستنكار و كأنه يريد الانتقام ، ومن الأمثلة كذلك عدم حضور الأب اجتماع أولياء الأمور في مدارسهم أو متابعة دراستهم والسؤال عنهم من وقت لآخر ، وايضا تميز وتفضيل الأب للأبناء القانطين معه عن أخوتهم الذين طلقهم بمجرد طلاق والدتهم أو استنكارهم متناسيا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (( أعدلوا بين أبنائكم ، أعدلوا بين أبنائكم )) تجنباً للكراهية والبغض والغيرة حتى لا ينتج قطاعة للأرحام مستقبلاً ، واسأل الله الهداية لكل أب و ادراك ماله وما عليه واسأل الله العظيم جنة الفردوس للأمهات الكويتيات لأنهن الأب و الأم والمربي والحاضن ووو ... ومن تكبدن عناء هذه الحياة وحرمن على انفسهم أشياء كثيرة ربما تكون طريقا لسعادتهن من أجل أبنائهن وضمان مستقبلهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق