الاستبداد أساس كل فساد ، ما أعمق أغوار و أصدق تلك المقولة وما أنبل فكر وتوجه قائلها عبدالرحمن الكواكبي رحمه الله ، فعلاً هي خير ما نسقطه على الواقع الأليم الذي نحياه في بعض الأقطار العربية مما ساهم في توليد ثورات متتابعة ومتعاقبة فقد أنّت تلك الشعوب من الظلم وبلغ السيل الزبى في نفوسهم ، فما أصعب أن يكون الفرد مظلوماً ومستباحة بعض أو كل حقوقه وهو في قعر داره وما أقسى عدمية تواجد وجوده وهو في وطنه ! ما غرس في نفوسهم أن بلدانهم عامل طرد لهم و أن الإنسانية وحقوقها ضائعة في أوطانهم فتوجهوا بوجوههم وطاقاتهم وكفاءاتهم شطر البلدان التي ترفع شعارات الإنسانية وتدعو لها وفعلاً الموضوع يتعدى الشعارات فهو واقع مطبق و الإنسانية هناك متواجدة حتى في السجون ! فهم يعاملون السجناء من مبدأ كل بني آدم خطاء وحبسهم وسجنهم عبارة عن اعادة تأهيل الذات من جديد واحترام الحقوق المجتمعية وادراك الحقوق الفردية و تعزيز المبادئ الإنسانية التي ربما افتقدها بسبب ظروفة الإجتماعية سواء تفكك أسري أو عدمية تواجد قدوة أو أو ... فهناك والله تكمن أخلاق الإسلام وهم غير مسلمين و في بعض أقطار المشرق العربي يتواجد الظلم والاستبداد وهم مسلمون ! وهذه المقولة ليست حصراً على الواقع السياسي الذي نحياه و لكن هي فعلاً حقيقة ، فتواجد الظلم و الاستبداد هو أصل كل فساد حتى على الصعيد الشخصي فظلم الإنسان لنفسه يسلكه طرق الفساد و الظلم الأسري مسلك للانحراف والظلم الحاصل في المؤسسات و الوزارات ورواج فيتامين (( واو )) الواسطة ساهم في نشر الفساد و الأحداث الأخيرة هي أكبر دليل هنا في بلادي ووو... فلما نهوي بأنفسنا نحو التهلكة مادمنا قادرين أن نحيا بنقيض الاستبداد والظلم ؟ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق