بالحياة هناك محطات و احداث و مواقف وتصرافات و أفعال صادرة ممن هم حولنا تستدعي الكثير من التساؤلات بمراحل أعمارنا المختلفة تصرفات احياناً تكون غريبة و احياناً تكون جنونية و تارة تكون واقعية و من ثم تصبح لا انسانية وبعد حين تصبح هستيرية و بعد قليل تصير عقلانية وهكذا ، مواقف و أفعال صادرة انغرست في ذاكرتي و أقسمت أن تكون ذكريات معي و أن كنت لا أحبذها ولا أحبذ المبدأ القائمة عليه ، ومن تلك الذكريات العفنه سياسة التفاخر بالأنساب بطريقة تستدعي الاشمئزاز و المتجذرة أو التي جذرت في أعماق الأبناء و صارت جزءاً لا يتجزأ من شخصيتهم فلا ولن انسى نظام الأحزاب والجمعات عندما كنت بالمرحلة الابتدائية أو ما أقصد به التجمعات والصداقات القائمة على أساس أن هذه البنت تنتمي لنفس قبيلتي أو عائلتي أو اشترك معها بالكرامات العائلية و لن انسى ايضاً النضرة الدونية الصادرة من بعضهن لبعض و تحقير من هي لا تنتمي لنفس تيار العائلة وهذا كله بفعل الآباء والمربين من غرسوا بهم روح الأنانية و التعالي وحصر الأفضلية لذات ولنسب الكريم فقط ! وكبرت أمهات المستقبل وكبرت معهن تلك السمات الذميمة !! و غرسنها من جديد في أبنائهن و يعيد المنوال نفسه و روح العنصرية تطغى من جديد على الأجيال القادمة وبالعامية (( لا طبنا ولا غدا الشر )) أي النزاع و التفرقة باقية شئنا أم ابينا رضينا ام عصينا ، فما أجمل أن نفتخر بأجدادنا و انتماءاتنا لكن بعقلانية وما أقبح أن نجعل مقياس الأفضلية لابن العائلة الفلانية أو القبيلة الفلانية ، ووالله أن هذه السياسة المتبعة أحدثت مظالم كثيرة في شتى المجالات وكل الأصعدة لذلك علينا أن نعيد النظر ونحيا بلغة العقل لا الأصل ، و أجمل ما يعبر عن ما يلوج ويموج في خاطري هذه الأبيات للأمام على بن أبي طالب كرم الله وجهه :
أيها الفاخر جهلاً بالنسب
انما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة
ام حديد ام نحاس ام ذهب
بل تراهم خلقوا من طينة
هل سوى لحم وعظم وعصب
انما الفخر لعقل ثابت
وحياء وعفاف و أدب
أيها الفاخر جهلاً بالنسب
انما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة
ام حديد ام نحاس ام ذهب
بل تراهم خلقوا من طينة
هل سوى لحم وعظم وعصب
انما الفخر لعقل ثابت
وحياء وعفاف و أدب
انما الفخر لعقل ثابت
ردحذفوحياء وعفاف و أدب
نعم هذا هو
الحياء .. وهو من الايمان
والعفاف والادب .. وهما صفتى المؤمن
اما العقل الثابت
فهو الذي لا يحيد عن حق
ولا ينطق الا بحق
ولا يمنع اختيار النسب .. فالانسان بطبعه يميل للنسب الطيب والعرق الكريم .. لكن لا نتفاخر به ونرى انفسنا اننا الافضل .. وانما يدفعنا هذا النسب للتواضع والتعارف والتلاحم مع الجميع
مقالة رائعة من كاتبة رائعة
عين المنطق يا اختي ..
ردحذفوالاخ ابن السور اضاف وافاد جزاه الله خير
شكرا لك اختِ ..
اخوك