كنت خلف نافذة الغرفة بيني وبين الشجر زجاج تلك النافذة العريضة التي تظهر الصورة بوضوح وكنت أراقب كيف يداعب الهواء أفنانها و أوراقها فتذكرت ذاك الشجر عندما كان شجيرات صغيرة ورأيت كيف هكذا نما وكبر واصبح يجاوزني بطول وتذكرت ايضاً عندما غرس وكان من الاساس لا شيء ليس إلا مجرد بذرة و الأيام مع الماء هي الكفيلة باظهار صورته الحاليه ، كما الإنسان نطفة من ماء مهين ومع الأيام أصبح هي وهو و أنا و أنت و أنتم لكن الفرق بيننا وبين الشجر أننا نعقل ونحلم ونحب ونطمح و نتأمل ونفكر ونسعى و نجتهد ونبني وو..لكن كل هذا مع جهدنا وبذلنا فلا ولن نبلغ القمم ونكبر ونحن في أماكننا ثابتين نولد ونحن في مكاننا ونكبر ونحن كذلك ونشب في نفس المكان ونكهل ومازلنا صامدين !! وترتسم خطوط الزمن و خرائطه على وجوهنا وجسدنا ونحن قابعون ولا أعمم لكن أقصد الفئة المتخلفة في الاقدام والطموح المقتنعة قناعة تامة بأن الواقع لن يتغير و أن تغيرنا الفئة التي دائماً اسميها رسل الفشل والسلبيات و الاحباط الناظرة إلى الدنيا الواسعة والكون الرحب من منظور ضيق جداً تحصره في يومها !! و كأن الغد ظلام دامس حرام علينا نحلم فيه ونطمح به بحجة ان الغد بعلم الغيب عش يومك فقد وربما نموت اثناء سعينا اليه وهذه كلها ادعاءات مع احترامي للفشله رسل السلبيات ومندوبي الهم فقد قال صلى الله عليه وسلم (( ان قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل )) وقال عليه السلام (( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا )) فما أكثر المعسرين والمنفرين في هذا الزمن سواء كانوا مقربين أم بعيدين فكلهم يمدون النفس بشحنات سوداء تأبى أن تحيا وسط النور تستظل تحت خيمة الاحباط واللا استطيع ولن استطيع خيمة حشوها الهم والغم و الأرق والخوف تخرجنا منها بشهادة الفشل الدائم مع مرتبة الشرف ، لكن العظماء ومن تركوا بصمة في هذه الحياة حرموا على أنفسهم الإنصات لمثل هؤلاء ومن أمثلتهم الشيخ الكهل ذو ال63 عاماً صاحب أشهر سلسلة مطاعم بالعالم السيد كنتاكي الذي جاب الولايات الأمريكية مطعماً مطعم ليعرض خلطته السرية علّ وعسى ان يقبلوا بها وبعد جهد جهيد و اقدام وعدة محاولات فاشلة بلغت 1008 محاولات نجح في المحاولة رقم 1009 ولم ييأس ولم ينصت للمحبطين واصر وأن تقدم به العمر فكانت النتيجة نجاحاً كاسحاً على مستوى العالم ، وكذلك أنيشتاين صاحب النظرية النسبية الخاصة والعامة الذي كان يعاني من قلة القدرة على الاستعاب اثناء طفولته ويشاع أنه رسب في مادة الرياضيات مع أنه اصبح فيما بعد عالماً في الفيزياء التي كثيراً ما تعتمد على الرياضيات و الأمثلة كثيرة لكن أتيت بشخصيات قريبة يسمع عنها الكثير و لكن لا يعلمون أنهم فشلوا حتى ذاقوا طعم النجاح والتاريخ حافل بأمثالهم ، لذلك علينا أن ندفع حتى ننفع أي نمد أنفسنا وغيرنا بشحنات ايجابية عن طريق التحفيز أو الثناء أو الانصات أو التفهم أو أو حتى نسابق الركب و نعيد مجدنا ونساهم في احداث صحوة شبابية لأن الفئة الشابة لكلا الجنسين وقود الأمم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق