الأحد، 9 يناير 2011

جمال الاختلاف

منذ القدم كان الإختلاف ...فاختلاف كلمة شاملة لجميع العناصر الحية وغير الحية ، ومن مشتملات هذه الكلمة التفاوت في اللون والجنس والوطن والإنتماء والمذهب والاعتقاد والدين ...إلخ ، وهذه هي الحياة ومتطلباتها ، فلو اتفقت كل الموجودات المتفاوتة فلا يصبح للحياة طعم ولا للون ولن تكون هناك حدود سياسية ولا مذاهب فكرية ولا حضارات ولا آراء اجتماعية أو اقتصادية ولا ولا ... إلخ ، ولا يبدع المبدعين ولاتتحرك قريحة الشعراء ولن تجود علينا أقلام الكتاب بالمقالات ، كثيرة هي نتائج الإختلاف فما أجمل أن يبدع المبدع وتمتزج الأشياء ببعضها ويغور الإنسان في اعماق الأفكار والتوجهات وتبنى آراء وتطلعات ، فضلا عن المبادئ التي تربى عليها ، وهنا تظهر لنا الحضارة الإنسانية ، فالحضارة قائمة بذاتها وهي أيضاً امتداد لما قبلها ، وهي تداخل الألوان المتفاوته ببعضها مما ينتج عنه مجتمع ملون ظاهره اختلاف على حسب الانتماءات المندرجين تحتها وباطنه اتساع وقبول وسماحة إذا ما وجدت العقلانية ، فالإنسان جزء من كل واسع وذرة من مادة تتكون من مليارات العناصر ، أين ما وجد العاقل في مكان به كل هذه الاختلافات وجد لديه السعة الفكرية والسماحة الإنسانية والدينية والثقافية الشامخة التي تعلو الغمام ، أما واقعي ومجتمعي الكويتي مغاير بعض الشيء ، اصبحت تظهر لنا عبارات العنصرية من جديد ، والسياسات التي تدعو إلى الرجعية والتخلف والاحتكار والعرقية ، فقد ظهرت لنا ألفاظ ترجعنا آلاف الخطوات إلى الوراء بدل ما تقفز بنا إلى الأمام ومنها (( أنا سني ، أنا شيعي ، أنا بدوي ، أنا حضري )) وهذه موانع الحضارة ، فالإختلاف قوة مهما زاد معدل التباين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق