السبت، 12 نوفمبر 2011

عمليات التجميل

كثر في الآونة الأخيرة تفشي عمليات التجميل بشكل ملحوظ و اصبح حدث وحديث الساعة ، حدث اذا ما كان فاعلوه بعض المشاهير و حديث اذا ما أكل أوقات وساعات جنس حواء في الخوض به والتحدث عنه لدرجة كبيرة تبث في النفس العشرات من الأسئلة ، و ما دفعني وهيج قلمي لذكر مثل هذا الموضوع كثرة الحديث عنه في مجالس النساء و ايضاً التقاء احدى وجنتي مع وجنة مصطنعة اثناء تقديمي التحية لواحدة ممن تأثرن بتلك العمليات لدرجة اشعرتني بحرارة و ألم ذاك الالتقاء من شدة قساوة تلك الوجنة !! ويقال انها عملية تجميل ! أي تجميل هذا ، فالجمال شيء أسهب في تعريفه ومفهومه الكثير ولا أستطيع أنا أو غيري حصره في كلمات وعبارات رنانة جميلة دائماً نسمعها بل يتعدى الماديات والظاهر فهو كل ما يبعث في النفس السرور و الاعجاب سواء اكان جمالاً مادياً أو أخلاقياً أو روحياً أم غيره ولا يحصر في جمال الوجوه كما اصبح متعارف عليه الآن لدرجة أني سمعت من البعض أن عيادات التجميل دائماً مزدحمة ! وهذا الحاصل يبعث في نفسي تساؤلاً و ربما في نفس غيري ايضاً وهو كالآتي : ياترى هؤلاء من احدثوا تجميلاً لتضاريسهم و ملامحهم و أضافوا أشياء و أنتزعوا أشياء عندما يرون أنفسهم في المرآة هل حقاً يرون ذواتهم التي كانت معهم و اعتادوا أن يروها وهم صغار في اليوم أكثر من مرة ام سوف يناظرون أشخاصا مصطنعين تلبسوا ذواتهم الأصلية وجردوها من أصالتها التي عرفوا بها أنفسهم منذ الصغر و عرفهم الآخرون بها ، وكثيراً ما يراودني هذا السؤال لدرجة تستوجب الحيرة فالأمر ليس قاصرا على النسوة التافهات فإنه يشمل ايضاً الفئة الواعية والطبقة المثقفة كذلك ! وقد تجاوز الأمر الأفواج الكبيرة من جنس حواء ليتربع في ميادين الرجال !! فصدق القائل (( شر البلية ما يظحك )) أين الرجولة ؟ فدائماً هكذا نحن العرب أمة الانجراف خصوصاً المجتمعات الخليجية التي لا تدري ماذا تفعل بأموالها الفائضة فوجدت الحل الأمثل عيادات التجميل !.


فأنا لست ضد تلك العمليات اذا كان الغرض منها شيئاً اساسياً لا بد منه كالتشوه أو عيب خلقي أو تجميل اماكن تضر بالهيئة العامة للفرد فهنا الواجب فعلها أما سوى ذلك فمع احترامي ( كلام فاضي ) ، فتبارك الله أحسن الخالقين فإنه جميل يحب الجمال و أوجد الجمال بمواضع عدة في الإنسان فإذا لم يكن الجمال بالوجوه تجده في الروح و اذا لم يكن هنا تلقاه هناك و اذا انعدم في هذا الموضع ربما يكون في الموضع الآخر ، ويستحيل أن تجد انسانا يفتقد للجمال فإن قل في مكان تجده في مكان آخر سواء كان مادياً أو أخلاقياً أو روحياً أو أو ، و آخر كلامي دعوة لشعراء هذا الزمان أي زمان عمليات التجميل فقبل أن تعزموا النية على التغزل بمن سرقن ألبابكم من جمالهن تأكدوا اذا كان ذاك الجمال ربانيا أم مصطنعا !!.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق