الاثنين، 14 نوفمبر 2011

بلا هوية

كلمات هائمات بالأعماق ، أسئلة كثيرة و أجوبة قليلة فأدركت أن الذي أنا به شيء طبيعي جداً لأن البشرية جمعاء تحب التساؤل لكن أسئلتي هذه المرة بعثت في نفسي أشياء لم اعهدها من ذي قبل ملكت أركاني و جوانبي ، فقد صقعت بتلك المعلومة أثناء مشاهدتي لأحد البرامج معلومة تتعلق بفئة تحيا بلا وجود ، قد ذكرت تلك المذيعة أنه يتواجد بالعالم وفي قارات الدنيا السبع 12 مليون شخص يحيا بلا هوية رسمية أي أن وجوده وعدمه واحد أو يحيا على الهوامش الحياتية ! مجرد من كل الحقوق المتعلقة بالكرامة الإنسانية التي خصها الله تعالى لبني آدم عن سائر مخلوقاته والدليل قوله تعالى : (( ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر و رزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )) الاسراء (7) ، وما بعد حقيقة الله تعالى حقائق أو تأكيده تأكيد فالصورة  جلية واضحة ظاهرة كالشمس في أول النهار أي أن هذا الإنسان له حقوق وكرامات ابسطها حق الوجود لأنه من الأساس موجود حاله حال أي فرد يمتلك هوية ، و لا أقصد فئة معينة هنا وهناك ولا أميل لتحيز مع البعض دون البعض لكن المقصد هو الإنسان و الغرض هو الإنسان أين ما كان وحيث ما كان ، فكل عاقل يقبع في مشارق الأرض ومغاربها وشمالها وجنوبها يؤمن إيماناً عميقاً أن لكل إنسان حق التعليم وحق اثبات الوجود و حق الزواج وحق الذهاب والإياب و التصرف من دون خوف وحق الأمان الاجتماعي و الحقوق الفكرية و الحقوق الصحية وكل حق يمتلكه غيره ممن يمتلكون تلك الهوية أو الضوء الأخضر للأنطلاق للحياة الكريمة ، وهذه ظاهره جداً منطقية لأن الإنسان لا يطلب شيئاً أكثر من حقوقه فما بال البعض عسر و زجر ونفر وستنفر  بوجهه وجعل طريقه وكل مسالكه مظلمة و حياته كذلك ، فهذا شيء اقره الله تعالى و لا يحق لأحد سلبه واستباحته وتعسير أشكال الحياة وألوانها و تضييقها عليه وعلى الفئة التي ينتمي لها حتى لو جلبت تلك الفئة عدمية تواجد هويتها بكلتا يديها ، اتفق أن البعض جنى على نفسه بنفسه لكن هناك منهم مجموعة كبيرة تظافرت عوامل كثيرة ضدهم و منهم مظلوم ليس له دخل بما حصل فكل ما في الموضوع أنه دخل هذه الدنيا بعد خروجه من رحم أمه ليجد نفسه بلا هوية ، ومهما كان السبب لفقد الضوء الأخضر أو اكسير الكرامة فالفرض تعريفهم لأنهم ليسوا نكرة فهذه حقوق ربانية ثابتة ، فمنهم نوابغ و منهم علماء و منهم فطناء و عباقرة يفتقدون التعريف و الاهتمام و إتاحة الفرص التي ربما لو نالوها لساهموا بابتكارات عديدة تفيد البشرية لذلك نرجو إعادة النظر .

هناك تعليق واحد:

  1. لو نظرنا لهذه المسألة من الزاوية القانونية لوجدنا انها جاءت تماشيا مع القانون الصريح الذي تنص بنوده على شروط يجب ان تتوفر في هذه الفئة للحصول على هوياتهم الشخصية .. وبالتالي فان القانون سيظل جامدا في هذه المسألة ولن يجدي نفعا في تحريكه لاعطاء اي حق يرى القانون انه لا يتماشى مع مواده .. وهذا الامر من حق كل الدول التي تسن قوانينها لحفظ سيادتها .. لكننا نرى ان المطلوب هو روح القانون اي الهدف الاسمى من سن هذه القوانين .. فان كانت هذه القوانين لحفظ الهوية الوطنية وهي كذلك بالطبع ولا يجب ان نلومها .. فان هذا لن يتعارض في منح هذه الفئة منفذا اخر يمنحهم الاستقرار والحياة الكريمة دون الدخول في السيادة الوطنية لاي دولة .. حيث يمكن منحهم بطاقة تعريف تؤهلهم فيما بعد لحصولهم على جنسية البلد التي يعيشون او ولدوا فيها ضمن اجراءات لا تخل بالتركيبة السكانية ولا تضر المصلحة الوطنية العليا لاي دولة ..
    هذه الكاتبة تقول الحق .. فلا يجب الحط من كرامة الانسان الذي كرمه الله سبحانه في كتابه الكريم .. وعلى الدول التي يعانون من هذه المشاكل ايجاد الحلول الكفيلة بارضاء الطرفين مخافة من الله سبحانه وتماشيا مع الاعراف الانسانية التي تحث على التواصل والترابط والتراحم فيما بيننا .. مع التأكيد والاحتفاظ بخصوصية كل دولة تسعى في هذه المسألة ضمن المساحات التي لا تخل بأنظمتها وسياساتها

    ردحذف