السبت، 21 مايو 2011

التطرف

في يوم من الأيام مرت على مسامعي كلمة تطرف مع أني سمعتها من قبل كثيراً ولكن ذاك اليوم شاء فكري وقلمي ان يتطرق لهذه الكلمة ويبحث عن معانيها ويطلع على أسبابها وماهيتها بشكل شامل ، و أعرف و كلي يقين ان أول ما يخطر في ذهنكم بعض الرموز والارهاب وو...، ولكن للأمانة اهتماماتي بالمشرق والسياسة بالمغرب و ان كان لي بعض التطلعات و الآراء ولكن ليس هذا قصدي ولا ناقة لي ولا جمل في أي نوع من أنواع التطرف ولا رب لي إلا الله و لا دين لي إلا الإسلام ولا إنتماء وولاء لي إلا للكويت والعروبة ، وبما أنني بنت و أنثى لي نظرتي الخاصة التي أحياناً يغلب عليها طابع الاحساس ويفوق العقل ويخالف نظرة أي ذكر .

بداية ما التطرف ؟؟ هو مجاوزة كل شيء بشكل غير طبيعي وهو الغلو والتنطع والتشدد والمبالغة والميل عن كل وسط معتدل ، والتطرف أنواع منه الديني والسياسي والفكري والإجتماعي والعرقي ...، وهو غير مرتبط بالفعل انما فكر في فكر وغلو بالرأي وعدم الاهتمام بالرأي الآخر ايماناً منهم أي المتطرفون أنهم هم أهل الصواب الخالص الصافي الذي لا يشوبه أي خطأ متناسين أنهم بشر خطاؤون وجل من لا يخطئ ، فمن صوره التطرف الإجتماعي أي الأفعال الإجتماعية الفاسدة كالرشوة والتطرف العرقي أي المبالغة في تقديس العائلة أو القبيلة أو الميل إلى مجارات من ينتمي إلى نفس عرقهم سواء كان العرق القوقازي أو الزنجي أو المغولي متناسين قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( يا أيها الناس ألا ان ربكم واحد وان اباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى )) وكذلك التطرف الديني وهو التشدد والغلو بالدين مع ان رسولنا الكريم قال (( ان الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ...)) والوسطية لب هذا الدين وعقله والاعتدال أهم سماته و إلا لما قال الله تعالى في كتابه الكريم " وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ..." ، وكثيرة هي صور التطرف و أنواعه ولكن يرجع الباحثون نشأته عند أي إنسان و أسبابه إلى حرمان الطفل من أحد أبويه أو كلاهما وهو صغير أو الحرمان الإجتماعي أو صدمة حدثت له في الطفولة وكبر وتعددت العوامل التي جعلته يسلك المسالك غير السوية والبعيدة كل البعد عن الاعتدال والراحة النفسية فانتهج نهجهم واصبح متطرفاً بمعنى الكلمة لذلك كثرت الفتن والنزاعات والخصومات ، وبالنهاية أجمل أبيات أقدمها لكم كي تنتهجوها في هذه الحياة أبيات لشاعر الابتسامة والأمل إيليا أبو ماضي :
     
      حرٌ ومذهب كل حرٌ مذهبي
                   ما كنت بالغاوي ولا المتعصب
     أني لأغضب للكريم ينوشه
                   من دونه و ألوم من لم يغضب
    وأحب كل مهذب ولو انه
                  خصمي و أرحم كل غير مهذب
   يأبى فؤادي أن يميل إلى الأذى
                  حب الأذية من طباع العقرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق